في إطار سلسلة اللّقاءات التقديميّة للمؤلّفات الفكريّة المختلفة، خصّص قسم العلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة بالمجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون “بيت الحكمة” أمسية حواريّة حول “سلطة الحريم المصون” من خلال تنظيمه للقاء حواريّ مع الأستاذة ليلى تميم البليلي بوصفها باحثة مهتمّة بقضايا التاريخ والشأن الأسري، واهتمّ اللّقاء الذي أشرف على فعالياته المجمعي محمد كرّو بمضامين كتابها “نساء البيت الحسيني” الصادر باللّغة الفرنسيّة ” Les femmes de la maison houssaynîte “.
تتناول الكاتبة في مؤلّفها تأثيرات وطقوس وممارسات حريم بايات تونس جانحة نحو ما هو أقصى لتقتحم عالم فخاخ ومؤامرات واستراتيجيّات السّلطة، لأنّ شخصيّة الأميرة “قمر” مرآة تترجم مسارات النفوذ وآليات صناعة القرار، كما أنّ طقوس الزواج لم تكن آنذاك مجرّد ارتباطات عاطفيّة وأسريّة، بل كانت دروبا نحو ربوة النفوذ. وهي ليست حكرا على تلك الحقب بل هي تقنيّات متجدّدة تراهن على نجاعتها بعض القوى من أجل صناعة مصيرها في عالم بلاط الحكم. لذلك لم تكن الأمسيّة حوارا حول عالم حوّاء بقدر ما كانت سجالا بشأن تحالفات قوى الحكم وأسرار عالم السلطة ومؤامراتها.
شارك رأيك