يطرح إعلان السيد حسن الزرقوني رئيس مؤسسة سبر الآراء “سيغما كونساي” و وجود السيد الصافي سعيد و السيد كريم الغربي الملقب “بكادوريم” فى المرتبة الثانية و الثالثة لنتائج سبر الآراء المتعلقة بالانتخابات الرئاسية المقبلة شكوكا جدية لدى المواطن التونسي الذي يرى في هذه النتائج محاولة تزوير رسمية و حالة من حالات الغش و الإيحاء بغير الواقع تعمدها الرجل لأسباب مجهولة لحد الآن.
بقلم أحمد الحباسي
يشكك أحد الظرفاء في هذه النتائج و يتساءل عن نوعية الفئة من الناس التي أدلت بمثل هذه المؤازرة المشبوهة لشخصين هامشيين لم يثبتا أية جدارة بهذا المنصب و يكاد يجزم بالطلاق ثلاثا أنه حتى لو تناول المستجوبون آلاف اللترات من الجعة بحيث فقدوا البوصلة تماما فإنهم لن يصوتوا لهذين الشخصين الذين لم يشاركا في الثورة و لم تكن لهما محطات سياسية و لا يتميزان بصفات خارقة تجعلهما يستحقان هذا الترتيب المشبوه.
بطبيعة الحال لا أحد يثق في مثل هذه الاستطلاعات و لا في نزاهة السيد حسن الزرقوني المهنية و لا أحد يثق في تنبؤات هذا الرجل الذي بات الجميع يسخر من نتائج استطلاعاته.
صناعة الرأي العام
يقول الخبراء أن عملية سبر الآراء قد تحولت عند السيد حسن الزرقوني من عملية تقنية تخضع إلى مقاييس معلومة و محددة إلى عملية صناعة للرأي العام يستخدمها وفقا لما يتماشى مع أهدافه الخفية أو وفقا للطلب من بعض الجهات المشبوهة التي تحاول خلط الأوراق دائما وسط المربع السياسي التونسي حسب الأهواء و المزاج وبما يخدم أجندات خارجية تسعى منذ رحيل الرئيس السابق زين العابدين بن على و سقوط نظامه إلى السيطرة على اتجاهات الرأي العام و في هذا الاتجاه يستشهدون بحالة الرئيس قيس سعيد الذي وصل إلى سدة الرئاسة بطريقة لا تزال غامضة و مشوشة يرفض الإعلام و المتابعون تمحيصها و دراستها و كشف أسرارها لأسباب مجهولة و يتساءلون بكثير من الريبة و الشك لماذا لم تتحدث استطلاعات السيد حسن الزرقوني عن فرص نجاح الرئيس بتلك النسبة الانتخابية غير المسبوقة و جعلت الجميع في التسلل في الساعات الأخيرة للانتخابات الرئاسية ليفاجأ الجميع برئيس مسقط من رحم الفيسبوك و مجهول الهوية السياسية و لا يملك ماكينة حزبية تسانده مثل بقية أهم المرشحين.
ليس غريبا أن تقوم مؤسسات سبر الآراء في العالم بتضليل الرأي العام و ليس غريبا أن تقوم مؤسسة سيغما كونساي بتقديم أرقام مضخمة عن نسب التصويت لهذه الشخصية السياسية أو تلك و ليس غريبا أن تشارك هذه المؤسسة فى محاولات ملتوية تهدف أساسا و بالقصد في إيصال رسائل مشفرة للإيحاء للمتابعين بأن هذه الشخصية أو تلك تحتل الصدارة و حائزة على ثقة الجميع و لها أعلى نسب النجاح في الانتخابات و على رأى الكابتن خالد حسنى المحلل الرياضي المعروف فمن يراقب من و من يقف وراء من.
إن شركات سبر الآراء و من بينها شركة السيد حسن الزرقوني طبعا تستغل استغلالا فاحشا غياب قانون صارم ينظم قطاع مؤسسات سبر الآراء ليتلاعب بالرأي العام لأنه و على سبيل المثال لا يمكن لعاقل أن يصدق أن السيد كريم الغربي “كادوريم” و رغم تبرعاته و مجهوداته الخيرية المتفرقة له حظوظ وافرة للنجاح في الانتخابات الرئاسية بدليل أن الرجل نفسه يفند كل الإشاعات التي تتحدث عن ترشحه أو تدفعه لذلك لغايات فى نفس يعقوب.
هزلت فسامها كل مفلس
لقد هانت مؤسسة الرئاسة في البلدان العربية و سامها كل مفلس و حين يترشح لهذا المنصب أشخاص مثل السادة نبيل القروي و كريم الغربي “كادوريم” و حاتم بولبيار و غيرهم كثير من الذين لا يملكون أية مؤهلات قيادية فمن المؤكد أن مؤسسات سبر الآراء و بعض وسائل الإعلام المدفوعة الأجر قد ساهمت مساهمة فعالة في تبييض سيرتهم الذاتية و غطّت على مكامن عيوبهم المختلفة كما ساعد المال الفاسد في إيصال هؤلاء إلى مواقع جعلتهم يطمحون أو يطمعون في كرسي الرئاسة.
من المؤكد أيضا أنه بعد أن تاجرت حركة النهضة بالدين لتصل إلى الحكم فإن البعض يتاجر بالأعمال الخيرية لاقتناص فرصة الوصول إلى الرئاسة و من المؤكد أخيرا أن مؤسسة السيد حسن الزرقوني تشارك بقوة في ترذيل الحياة السياسية و في تغيير نتائج الانتخابات بعد تضليل الرأي العام و على هذا الأساس فقد حان الوقت لمحاسبة هؤلاء و سنّ قوانين رادعة و الحرص على التشهير بمثل هذه المؤسسات التي تسعى للربح على حساب المسار الديمقراطي و حق المواطن في المعلومة الصحيحة.
كاتب و ناشط سياسى.
شارك رأيك