في تدوينة نشرها مساء اليوم الخميس 16 فيفري 2023 على حسابه الخاص بصفحات التواصل الاجتماعي بالفايسبوك، عبر هشام السنوسي عضو الهايكا عن تعاطفه مع صديق عزيز عليه، ألا وهو محمد الأزهر العكرمي، حاليا في الايقاف، و عن تضامنه مع ابنه آراء و زوجته هدى. و في ما يلي نص التدوينة التضامنية التي عنونها “الحي ايروح” و ذيلها بجملة تفاؤلية:
“شخصية محمد الأزهر العكرمي هي شخصية إشكالية بامتياز . إذ يبدو أن التاريخ السياسي لعائلته قد فرض عليه بالفطرةأن يكون مسيسا، حيث بدأت الملاحقات الامنية له منذ أن كان تلميذا بالمعهد الثانوي في قفصة.
كنت أمازحه بالقول “لقد تعرضت للتحرش السياسي وأنت طفل”. في الجامعة توضّح لونه اليساري وانتمى إلى مجموعة طلابية طغى على خطابها الثقافي بدل الاديولوجي فاتهمت بالتحريف. هاجر للجزائر ثم سوريا وانخرط بكل شغف مع المقاومة الفلسطينية. عاد إلى تونس ومارس مهنة الصحافة ثم اشتغل في وزارة العدل والتحق بسلك المحاماة وعاد لممارسة الصحافة وكتب مقالات وصفت في حينها بالمتهورة لما تضمنته من جرأة في زمن قيل فيه لا تفتح فمك إلا وأنت على كرسي طبيب الأسنان.
اندلعت الثورة وكان من الطبيعي أن يتصدر الصفوف الأولى بالنظر لخبرته وطلاقة لسانه وثقافته الشاسعة.
الأزهر أصبح وزيرا وعاين السياسة من داخل السلطة ودب الخلاف بينه وبين الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي ورفع شعار “لا للتوريث” وقال أن الحزب أخترق من الداخل واتهم بشكل صريح حركة النهضة .
حقيقة، لقد تصورت أن يكون له دور مهم في هذه المرحلة الجديدة فهو عاشق للغة العربية حفّاظ للشعر. كان أقرب أصدقائه المرحوم الشاعر أولاد احمد. ليس بالراديكالي في لائكيته، من جيل رضا لينين ويحسب له أنه ممن انتقدوا بشدة وبالحجج مرحلة العشرية السابقة ومن الأوائل ممن كشفوا التدخل السافر لبعض دول الخليج في الشأن الوطني،
إلا أنه في نهاية المطاف اختار المعارضة. وصراحة عبرت له عن تحفظي، لا لتوجهه الجديد المعارض فذلك مشروع وضروري لأي تجربة ديمقراطية، وإنما لاقترابه من أطراف كان لها الدور الأهم في إفشال المسار الديمقراطي.
خلاصة القول محمد الأزهر العكرمي هو شخصية نموذجية تشكلت في ثمانينات القرن الماضي وهو من الشخصيات الفعالة التي حاولت أن يكون لها دور وأعتقد أنها وفقت في ذلك بغض النظر عن النتائج، ولكن يبدو أن هناك فشل متبادل فلا الدولة التائهة استطاعت استيعاب ذلك الجيل الحالم ولا ذلك الجيل تمكن من فرض رؤيته التي تتلاطمها أمواج الأفكار والمدارس.
ذكرياتي مع صديقي الأزهر فيها الكثير من الاحترام لمساره الذي أعلم تفاصيله ومن الطبيعي أن ينتاب ذلك المسار بعض المؤاخذات أو العتب. آما اليوم وإن كنت لا أعلم خلفيات هذا الايقاف ومع مواقفي المعلنة تجاه من عبث بمؤسسات الدولة ويريد تصدر صفوف جنازة الثورة للضفر بأجر حسن الخاتمة.
أسمح لنفسي وبحكم عشرات السنين من المشترك أن أعبر عن تضامني مع الصديق محمد الأزهر العكرمي وأن أستعد للاحتفال بخروجه من السجن أنا وابنه آرام وزوجته الصديقة هدى.
الحي يروح”
شارك رأيك