تحدّث ماهر حنين الباحث في الفلسفة الاجتماعية والناشط في المجتمع المدني عن وضعية الحقوق والحريات في تونس وأهم الحلول المقترحة لضمانها وللعيش المشترك.
وقال في برنامج ‘ميدي شو’ اليوم الجمعة 17 فيفري 2023 إنّ المؤسسات التي تركزت بعد 2011 على هناتها واخطائها ساهمت في وضع تونس على سكة الديمقراطية وخلقت نوعا من النقاش العمومي ساهم في ظهور حوار مواطنيّ راق، حسب تعبيره.
ولفت ماهر حنين إلى أن المجتمع التونسي غير منسجم وغير متجانس فيه فئات وطبقات وشرائح بثقافات مختلفة وبالتالي لا يمكن ان يكون تقييمهم للعشرية الأخيرة متشابها “فهناك إحساس بالغبن والحنين للماضي مما خلق احساسا عاما لدى المواطنين وخاصة الشبان منهم انهم غير محترمين من الخطاب الرسمي للمؤسسات ويتم تجاهل ذكائهم وأفكارهم الأمر الذي خلق حالة من التراجع والخوف على الحريات النامية “.
وتابع “استبدلنا مرحلة كانت فيها المؤسسات معطلة بنمط عيش قائم على العبث والحكم الفردي والارتجال وغياب العقلانية بتعلة المقبولية الشعبية وأصبح استخدام “الأغلبية” تعلّة لإقصاء الأقلية” وفق قوله.
كما تحدّث ضيف “ميدي شو” عن حقيقة وجود جزء من النخبة قاموا بالدسائس والزبانية وحاولوا خدمة مصالحه الشخصية والحزبية لكن هناك نخبة أخرى تمسكت بمبادئها ودافعت عن الديمقراطية والحقوق والحريات لسنوات طويلة.
وفي سياق متصل، اعتبر الباحث في الفلسفة الاجتماعية والناشط في المجتمع المدني أن الدولة تتحمل المسؤولية كاملة في أزمة كورونا وليس فقط رئيس الحكومة ووزير الصحة، قائلا “ما حدث قبل 25 جويلية 2021 هي انتفاضة أحياء شعبية وغضب كبير بسبب حجم ضحايا الجائحة لكن رئيس الجمهورية عوض الاستماع لهذا الغضب لاستيعابه وتحوليه إلى طاقة بناء قام بإيقاف كل المسار الدستوري” حسب تعبيره.
واعتبر ماهر حنين أن الديمقراطية والصندوق لا تعني ان نرضى بالحكم الفردي واستبعاد المعارضين او أصحاب الرأي المخالف “وإن تمّ منعنا من القيام بذلك بشكل علني سنلتجأ للقيام بذلك سرا أو الهجرة لتصبح البلاد طاردة لأبنائها ومفكريها وشبابها”.
وتساءل ” ”لماذا يقال دائما أنه يجب أن يحكم مستبدّ التونسيين؟ فكرة خاطئة لأنّ تاريخنا الاجتماعي والوطني يعطينا إمكانية عيش والتنعمّ بالديمقراطية… وإن لم ننجح في تحقيق العدالة الانتقالية يجب على الأقل إعادة بناء الثقة بين التونسيين” حسب تعبيره.
- المصدر: موزاييك اف ام
شارك رأيك