احتضن مساء أمس الجمعة 17 فيفري 2023 فضاء المطالعة بالمكتبة العمومية شارع الحبيب بورقيبة بسيدي بوزيد لقاء ثقافيا مع الكاتب والصحفي محمود حرشاني حضره جمع من المثقفين والإعلاميين والكتاب من أبناء الجهة والجهات المجاورة وأشرف عليه المندوب الجهوي للثقافة بسيدي بوزيد حسين الاحول في اول تواصل له مع المثقفين بعد تعيينه مؤخرا في هذه الخطة.
بقلم لطفي عمامره وشيماء عكريمي
خصص هذا اللقاء للاحتفاء باصدارات الكاتب الأخيره وخاصة الكتاب الجديد “ربيع بلا زهور” وروايتيه “حدث في تلك الليلة” و”ولد الموجيره” و هذه الأخيرة بالدارجة التونسية.
افتتحت اللقاء أمينة المكتبة العمومية ايناس السعيدي مرحبة بالحاضرين وأكدت ان هذا اللقاء يندرج في إطار مجموعة من اللقاءات للاحتفاء بإصدارات أبناء الجهة وهو كذلك يندرج في إطار التعاون مع كل الفاعلين في المشهد الثقافي الجهوي.
اما المندوب الجهوي للثقافة السيد حسين الأحول فقد أكد عزمه على التعاون مع كل الفاعلين في المشهد الثقافي أفرادا وجمعيات ومؤسسات من أجل مزيد الارتقاء بالمشهد الثقافي . كما أكد انه من حسن الطالع أن يكون أول نشاط له مع المثقفين في الجهة احتفاء باصدارات أحد ابرز الفاعلين في المشهد الثقافي وطنيا وجهويا والذي يحمل وراءه تجربة طويلة في المجالين الإعلامي والثقافي الكاتب والصحفي محمود الحرشاني وكتابه الجديد “ربيع بلا زهور” وروايتيه المذكورتين.
الكتابة بلا موقف لا قيمة لعا
بعد تقديم الكتابين والرواية الجديدة تنوعت تدخلات الحاضرين وتركزت خاصة حول الكتابة في الشأن السياسي وهل هي موقف ام تاريخ وتنوع تجربة الكاتب المبدع بين الأنماط التعبيرية والكتابة باللهجة التونسية الدارجة. وهل تضيق الفصحى ليلتجا الكاتب إلى اللهجة الدارجة لتبليغ افكاره. كما تناولت تدخلات اخرى مواضيع الصحافة الثقافية.
وفي تفاعله مع تدخلات الحاضرين اكد الكاتب محمود الحرشاني أن الكتابة عنده تعبير عن موقف واذا خلت الكتابة من موقف يتخذه الكاتب فلا قيمة لها. مشددا على ان كتابه “ربيع بلا زهور” ولد من رحم الصحافة وقد جمع فيه مجموعة من المقالات حول الشأن التونسي خلال العشرية الأخيرة في ظل حكم الإسلام السياسي مبينا ان هناك إجماعا على أن هذه العشرية كانت أسوأ عشرية في تاريخ تونس رغم انها جاءت بعد ثورة وان كنت أنا اسميها حراك ما زال يحتاج إلى ازاحة الكثير من الغموض حول ملابساته وحقائقه.
وبين الحرشاني انه كتب هذا الكتاب متحررا من اي انتماء حزبي. موضحا الفرق بين الانتماء الحزبي والانتماء السياسي وشدد على انه مثلما قال أحد الحاضرين غنم من الثوره تحرره الحزبي فهو لا ينتمي الى أي حزب سياسي منذ سنة 2011. ولذلك فهو يكتب متحررا من أي ضغوط حزبية. واوضح ان مصطلح الربيع هنا يعنى الزمن فقد بشر القادمون الجدد للحكم بعد سنة 2011 بربيع عربي مزهر فاذا به تحول الى خريف كالح وربيع ليس له من الربيع الا الإسم نبتت على جنباته الأشواك عوض الزهور وشهدت فيه تونس أحداثا جساما مثل تفشي الإرهاب والاغتيالات السياسية وأصبح الجوع يطل برأسه من قريب على التونسيين وتدنت كل المؤشرات التنموية والثقافية والتربوية. و غابت الحنكة السياسية والدربة والقدرة على تسيير الشأن العام.
وبخصوص روايته “حدث في تلك الليلة” بين الكاتب محمود الحرشاني انه جاء إلى الرواية من عالم الصحافة وأوضح ان أحداث الرواية تتناول فتره مهمة من تاريخ تونس وهي فترة ما بعد نهاية التعاضد وفيضانات عام 1969 وغضب المواطنين على إهمال الدولة للمناطق التي تضررت من تلك الفيضانات وخاصة قفصة وقموده والمكناسي ومدن الشمال جراء فيضانات أودية بياش والفكة ووادي اللبن وبداية تكوين التيارات السياسية في الجامعة بين قومية ويسارية وإسلامية ودستورية. مؤكدا انه عاش جانبا من هذه الأحداث في مدينة قفصة عندما كان تلميذا بمعاهدها.
اما عن كتابته باللغة واللهجة الدارجة لرواية “ولد الموجيره” فقد أشار الكاتب إلى انه أحد المنتصرين للفصحى وكتابته لرواية بالدارجة هي تجربة من بين تجارب عديده بدات تتشكل اليوم في تونس وتحتاج الى الكثير من النقاش,
من أسره تحرير الثقافية التونسية.
شارك رأيك