حذر المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، مما وصفه ب” تصاعد حملة التحريض التي تستهدف المهاجرين المتواجدين في تونس وخصوصا منهم الوافدون من بلدان افريقيا جنوب الصحراء”.
وذكر الناطق الرسمي باسم المنتدى رمضان بن عمر في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء (وات) يوم الاثنين، » ان حملة التحريض ضد المهاجرين في تونس ليست جديدة لكنها اتخذت هذه المرة منحى خطير وهي منظمة ».
واعتبر ، ان حملة الاستهداف والتحريض ضد هؤلاء المهاجرين انطلقت بما وصفه ب »تنميط صورة المهاجر في إشارة الى وصم المهاجرين »،مشيرا، الى ان بعض صفحات مواقع التواصل الاجتماعي التابعة سابقا لنقابات أمنية كانت ساهمت بدورها في تشويه المهاجرين من خلال نشر صور لبعضهم والصاق شبهات وتهم لهم بالارتباط بشبكات الاحتيال والدعارة …
ولاحظ، ان الحملة التي تستهدف المهاجرين حاليا اكثر خطورة بالنظر الى أنها سجلت انخراط من يوصفون بالمؤثرين على شبكات التواصل الاجتماعي وهم عادة لهم عدد كبير من المتابعين وكذلك انضمت لهذه الحملة الأحزاب الفاشية وعدد من النواب ممن عبروا عن مساندتهم لها ،وفق تقديره .
وانتقد عدم تحرك اجهزة الدولة في تتبع الخطابات العنصرية التي تستهدف المهاجرين ، معتبرا، انه توجد هوة كبيرة بين الخطاب الرسمي الذي يروج لاحترام حقوق المهاجرين وبين واقع تعرضهم للانتهاكات بشكل متكرر.
وخلص الى ان حملة التحريض الأخيرة ما كانت لتكتسي خطورة لولا ما وصفه بشبه » المباركة الرسمية لها حيث أن من وصفهم بأنهم يتزعمون حملة التجييش ضد المهاجرين يقيمون انشطتهم الميدانية بغطاء شبه رسمي بل ويلتقون يوميا مع مسؤولين بالدولة وفق صور نشروها على صفحاتهم الخاصة ».
وأعرب المتحدث باسم المنتدى عن استغرابه، ازاء عدم غياب اتخاذ اجراءات ضد الضالعين في حملة نشر الكراهية ضد المهاجرين في مقابل التسريع باتخاذ كل الاجراءات بحق الأصوات الناقدة في الشأن السياسي، وفق وصفه .
وقال ان الوجه الآخر لحملة التحريض ضد المهاجرين في تونس هو انها تمثل نتيجة لوجود ضغوط اوروبية على تونس ، مشيرا، الى » ان زيارة عدد من المسؤولين الايطاليين مؤخرا الى تونس في ظل ما وصفه بالتعتيم الرسمي حولها تركزت على مطالبة السلطات التونسية بالتضييق على المهاجرين من افريقيا جنوب الصحراء حتى لا يفكروا في المجئ مجددا « .
وخلص الى أن الدول الأوروبية تعتبر ان تونس تحولت الى قاعدة متقدمة لهجرة المهاجرين من افريقيا جنوب الصحراء ، لكنه أكد على انه لا يمكن بأي حال القبول بشن حملة ضدهم بالنظر الى ان جزء هاما من هؤلاء هم من الطلبة الذين يدرون العملة الصعبة لتونس فيما ينحدر جزء ?خر منهم من المهاجرين الذين اعترضت مراكب تقلهم في اطار رحلات الهجرة اللانظامية في حين يأتي آخرون من بينهم من بلدان مجاورة حيث يعانون من سوء المعاملة والانتهاكات.
وأكد في المقابل، ان ظهور الحملات المناهضة للمهاجرين لا يقتصر فقط على تونس بل يمكن ان يكون نتيجة للتأثر بموجة التحريض الشعبوية المنتشرة بعدة بلدان غربية، معتبرا ان ظهور مثل هذه الحملات عادة ما يكون حصيلة لتفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية وهو دليل لانتشار الفكر الشعبوي المعادي لقيم التعايش الإنساني.
- المصدر: وكالة تونس إفريقيا للأنباء (وات)
شارك رأيك