ماذا فعل التونسيون الذين قاموا بتعنيف و طرد المستضعفين الأفارقة سوى أنهم أهانوا أنفسهم و أهانوا كل مواطنيهم و مرغوا صورة بلادهم و دولتهم في التراب ؟
بقلم فوزي بن عبد الرحمان
نحن التونسييون نُهان أكثر من المستضعفين الأفارقة في بلادنا.
نحن نُهان في إنسانيتنا، في دولتنا الظالمة و المستبدة و في قوانينا التعيسة و نهان بصورتنا البائسة أمام العالم.
عندما تقررون ان تطردوا بطريقة لا إنسانية بشرا ذنبهم الوحيد انهم لجؤوا إلينا بنسائهم و أطفالهم و أن تلقوا بهم في الشارع بين عشية و ضحاها، هل من المعقول ان تطالبوهم بدفع 20 دينارا عن كل شخص و كل يوم إقامة غير شرعي؟
ماذا تريدون من أناس في حالة هشاشة اجتماعية و اقتصادية و لو لم يكونوا كذلك لما كانوا هنا أصلا؟
لقد أهنتمونا أضعاف أضعاف ما أهنتم هؤلاء المستضعفين الأفارقة. و ستكتشفون حجم الدّمار الذي ستخلفه هذه الأيام السود و الحزينة على بلدنا و صورتنا و سمعتنا و على مواطنينا و مؤسساتنا في إفريقيا و في العالم و على نظرة الآخرين إلينا.
ستدركون كيف حطّمتم في بضعة ايام صورة مشرقة لن يطالها خيالكم. صورة بنتها أجيال اعتبرت أننا بلدا إفريقيا و أن الأفارقة إخواننا.
لم أعد أعرف بلدي… و لا دولتي… و لن أستطيع النظر في أعين أصدقائي الأفارقة… و لم يعد للحزن مكان، فنحن فقدنا إنسانيتنا و تعاليمنا و لم يعد للاستنكار و الغضب اي معنى.
لكم دينكم و لي ديني.
وزير سابق.
شارك رأيك