خُصّصت سهرة السبت 11 مارس 2023 لمهرجان الأغنية التونسية في دورته الحادية والعشرين لمسابقة الأنماط الموسيقية الجديدة. وإضافة إلى المتبارين، كان للجمهور موعد مع الفنانين صبري مصباح وروضة عبد الله وحسان الدوس.
هؤلاء الثلاثة من بين أبرز فناني الموجة الجديدة وهم يحملون مشاريع موسيقية مجددة في مستوى الكلمة واللحن والتوزيع، ويشتركون في تمكنهم من استقطاب جماهير تتفاعل ايجابيا مع مقترحاتهم الفنية التي تتميز بالبحث والتجديد وتوظّف أغلبها التراث الموسيقي التونسي مع الانفتاح على موسيقات العالم.
قدم صبري مصباح الذي أطل على الجمهور حاملا غيتاره، أغنيتن في السهرة، الأولى بعنوان “يا روحي” والثانية بعنوان “ما نسيت” وذلك وسط تجاوب الحضور والتصفيق والهتافات التشجيعية. وقد اكد صبري مصباح باسلوبه في الآداء ونوعية اختياراته التي يقوم بعضها على اعادة توزيع أغان تراثية متداولة وتقديمها بشكل جديد ومن خلال اختياره لمضامين قريبة من هواجس الجمهور، أنه يتقدم جيدا في مسيرته وهو اليوم نجم حقيقي في الساحة الفنية وما حفاوة الاستقبال التي حظي بها في قاعة الأوبرا، إلا دليلا على ذلك.
وحظيت الفنانة روضة عبد الله كذلك بنفس حفاوة الاستقبال حيث قوبلت أغانيها بالتصفيق الحار، حتى أن بعض الجماهير لم تتمالك نفسها عن الرقص تأثرا بإيقاعات السطمبالي التي استلهمت منها الفنانة أغنيتها الشهيرة “ننادي ننادي”. أما الأغنية الأخرى التي أهدتها للجماهير فهي بعنوان “اللي فات” وكلا الأغنيتين من ألبومها الأول وهما من كلماتها وألحانها وتوزيع رياض بدوي. وتعتبر الفنانة روضة عبد الله من الأسماء التي تسعى جاهدة إلى الارتقاء بمستوى الغناء في تونس ويساعدها في ذلك زادها الثقافي وتكوينها الموسيقي الأكاديمي ومعرفتها الدقيقة بأبرز الألوان الموسيقية في العالم إضافة إلى اهتمامها بالموروث التونسي والمغاربي والأفريقي.
وقد اضفت مشاركة الفنان حسان الدوس أجواء مفعمة بالحماسة على قاعة الأوبرا التي تحتضن عروض مهرجان الأغنية التونسية. ولم تكتف الجماهير التي غصت بها القاعة بالتصفيق والهتافات وانما انطلقت الزغاريد من الحناجر في عدة مناسبات وانخرط البعض في الرقص على إيقاعات أغنيته الشهيرة “طاير” التي أداها بعد أغنية أولى بعنوان “ليلة”. وأطل حسان دوس بدوره حاملا غيتاره وعزف مقطوعات بطريقة ممسرحة زادت في حماسة الجمهور وكانت أطلالته رشيقة وخفيفة في خفة الفنان الذي أمضى كامل فقرته وهو يغني ويقفز على طريقته المعهودة التي استقطب بها جمهورا يحب اسلوبه في الآداء واختياراته الفنية خاصة منها التي عرف بها والتي يمزج فيها الفن الكلاسيكي الأوبيرالي بالموسيقى العصرية.
وهذه السهرة ما قبل الختامية للمهرجان خُصّصت للأنماط الجديدة، مع الإشارة في هذا السياق إلى أن الاختيار وفق ما أكدته هيئة التنظيم، ناتج عن قناعة من أهل الاختصاص، بأن الأغنية التونسية يمكنها أن تستفيد كثيرا بالانفتاح على التجارب الجديدة وعلى الأنماط المستحدثة مثل الراب والهيب هوب وفن السلام وغيرها، لا سيما انها تمكنت من استقطاب جماهير واسعة.
وقد تبارت مجموعة من الأصوات في إطار هذه المسابقة ورافقتهم الفرقة الوطنية للموسيقى بقيادة المايسترو يوسف بلهاني.
وكانت البداية مع المتسابق بلال مطماطي الذي قدم اغنية بعنوان “ملامة عشقة” ثم قدم الثنائي أحمد عنتر وعبد الله الخياط اغنية بعنوان “كلام الرجالة”. وقدم محمد علي الطاهر اغنية بعنوان “روحي وين”.
أما المتسابق انيس الدريدي، فقدم أغنية “حكالي بالليل” وقدمت المتسابقة نور عمار اغنية بعنوان”7 سنين”، أما المتسابقة شيماء بن حسن، فقد قدمت أغنية بعنوان “مكتوب”.
وغنّت مريم عزيزي “القلب الصافي” وختم حمدي السعفي سلسلة الأغاني بادائه لأغنية بعنوان “اداني زهري”. وكان المتسابق محمد علي شبيل قد قدم أغنيته “مرايا” بصفة استثنائية خلال السهرة الثانية من المهرجان المخصّصة لمسابقة الأغنية الوترية، وذلك لالتزامات مهنية خارج أرض الوطن.
والجدير بالتذكير أن الدورة الحادية والعشرين لمهرجان الاغنية التونسية كانت قد انطلقت يوم 7 مارس الجاري تختتم اليوم الأحد 12 مارس بسهرة حافلة بقاعة الاوبرا بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي ويتم خلالها الاعلان عن نتائج المسابقات وتتويج الفائزين.
شارك رأيك