بيان/ بعد إقدام سلطة الانقلاب على حل كل المجالس البلدية المنتخبة سنة 2018، قبل أشهر قليلة من انتهاء مهامها بمقتضى مراسيم. تؤكد جبهة الخلاص الوطني ما يلي:
- إن الاستحواذ على المجالس البلدية هو حلقة جديدة في سلسلة الإجراءات الانقلابية التي كرست وضع رئيس الدولة يده على كل السلطات ضاربا عرض الحائط بالتجربة الناشئة للحكم المحلي المنصوص عليها في دستور 2014 ، وفي خرق صارخ للقوانين والأنظمة السَارية. وقد سبقت هذا القرار وتلته حملة شرسة ضد مسؤولين منتخبين ناشرة التهم الباطلة والفتنة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تمهيدا لتتبعات جزائية جماعية.
- هذه الحملة الممنهجة واللامسؤولة تنبني في ذهن من قررها على “مطالب شعبية” وهي في الحقيقة تكرس حكما دكتاتوريا شعبويا، تقوده تصورات طوباوية.
وإزاء كل هذه التطورات الخطيرة فإن جبهة الخلاص الوطني تعلن مجددا أنها:
1/ لا ولن تعترف ب”المجلس النيابي” المسخ المنبثق من دستور انقلاب غير شرعي، وانتخابات قاطعتها الأغلبية الساحقة.
2/ تتمسك بدستور 2014، المصادق عليه من قبل ملايين من أصوات التونسيين والتونسيات، عبر نوابهم في المجلس الوطني التأسيسي. فما جاء بالصندوق لا يعوض إلا بالصندوق. تجدد رفضها للقرارات الأحادية نتيجة النزوات والشهوات.
3/ تحيَي الأصوات الحرة التي رفضت هذه الإجراءات، وتعبر جبهة الخلاص الوطني عن تضامنها الصادق مع المطالب الشرعية للجامعة الوطنية للبلديات التي ذكرت في بيانها الأخير بعدم قانونية قرار حل البلديات وتخوفاتها من المس بمصالح المواطنين ودعوتها إلى ضرورة تنظيم انتخابات محلية في آجالها العادية.
4/ تدين بشدة حملات المداهمات المتواصلة وتلفيق التهم والتنكيل بالمساجين السياسيين وتحمل قيس سعيد والمكلفين بالعدل والداخلية شخصيا المسؤولية عن سلامة المعتقلين وخاصة منهم المضربين عن الطعام.
5/ تستنكر بشدة التصريحات المستمرة التي تمس بشرف الوطنيين والوطنيات من قضاة ومحامين وصحفيين وسياسيين ومدونين ونقابيين ومن الشباب. وترميهم بتهم مغرضة لا ترتقي لروح المسؤولية، وتعرض أصحابها إلى التتبع.
إن الشرف يُنال بالدفاع عن الوطن والمبادئ والقيم لا بالظلم والطغيان. وإنَنا في الجبهة عاقدون العزم أكثر من أي وقت مضى، على التصدي السلمي للمسار العبثي الذي يوشك أن يجر بلادنا إلى الخراب.
الحرية للمناضلين والوطنيين الأحرار
التضامن مع المساجين السياسيين
الشرف والعزة للوطن
أحمد نجيب الشابي
تونس يوم 12 مارس 2023
شارك رأيك