انطلقت أشغال البرلمان التونسي الجديد يوم أمس الإثنين 13 مارس 2023 وسط حالة من الإدانة بسبب إقصاء قطاع واسع من الإعلام و إزاء تصاعد الأزمة الاقتصادية و الاجتماعية و عزوف كبير للمواطنين عن العمل السياسي.
بقلم ياسين فرحاتي
أعطيت إذن إشارة انطلاق الجلسة الافتتاحية للمجلس النيابي الجديد بحضور 161 نائبا أفرزتهم الانتخابات الأخيرة المنبثقة عن تغيير 25 جويلية 2021 و تحت تغطية إعلامية محصورة في الإذاعة و التلفزة الوطنية و في وكالة تونس إفريقيا للأنباء.
و تعرف البلاد جملة من الأحداث و الوقائع الخطيرة على خلفية الإيقافات التي طالت قادة سياسيين من الحجم الكبير ومن المتوقع أن يتم من جديد استدعاء رئيس حركة النهضة و رئيس البرلمان المنحل راشد الغنوشي بحسب ما أورد السيد نبيل الرابحي لأحد المواقع الصحفية أنها اتهامات تتعلق بإتلاف و إخفاء وثائق تتعلق باغتيالات سياسية استهدفت كل من شكري بلعيد و محمد البراهمي. كما قال الرابحي أن تهديدات و تحذيرات الغنوشي أشبه ما يكون ب”رقصة ديك مذبوح”. فيما تتواصل أيضا عملية إيقاف القاضي بشير العكرمي في ذات القضية. و على علاقة بنفس المسار تم أمس توقيف أربعة منتمين لأحزاب سياسية نظرا لتورطهم في صفحات مشبوهة على الفايسبوك.
بالعودة إلى أشغال الجلسة الأولى للبرلمان تم انتخاب عميد المحامين السابق إبراهيم بودربالة رئيسا له ب83 صوتا وهو يعد من أنصار 25 جويلية و انتخاب نائبين له. في ذات الجلسة وقع إخراج نائب هو وجدي الغاوي من تحت قبة المجلس الجديد بسبب قضية “تدليس تزكيات”.
في جانب آخر يتواصل الجدل بخصوص حل المجالس البلدية و تعويضها بنيابات خصوصية يتولى مهمتها الكتاب العامون للبلديات.
و الجدير بالإشارة أن هذا البرلمان يتمتع بميزتين هما أنه كان نتيجة عملية الاقتراع على الأفراد أما النقطة الأخرى الأهم هي إمكانية سحب الوكالة من النائب كما تمنع منعا باتا السياحة الحزبية.
على صعيد آخر ما انفك الرئيس قيس سعيد يقوم بزيارات فجئية حيث قام أول أمس بتفقد أوضاع شركة سنيب لابراس التي تعاني من صعوبات مادية كبيرة و قد كشف بعينه عن نوع من الفساد الإداري و المالي و تعهد بإنقاذ المؤسسة العريقة التي يناهز عمرها 87 سنة.
و قد كانت معتمدة غار الدماء من ولاية جندوبة وجهته أمس أين إطلع على سبر أشغال المستشفى الجهوي بالمنطقة و أشرف على لقاء بإطارات الجهة و وجه رسائل كعادته إلى الداخل التونسي بنبرة حماسية و وصف العراقيل و الصعوبات التي يختلقها البعض بالسرطان و تعهد “بالبقاء مع الشعب حتى تسمو أمانيه” وسط تجمع شعبي غفير. و بهذه المناسبة أود تذكير رئيس الجمهورية بمشروع بناء مستشفى جهوي بسبيطلة من ولاية القصرين المتعطل منذ سنوات و الولاية في أمس الحاجة إليه على أمل أن يتحول مستشفى القصرين إلى مستشفى جامعي.
و لم يفوت الأستاذ النائب مالك العياري الناطق باسم إتحاد الأساتذة النواب الفرصة في هذا اليوم بالتعبير علانية من مقر نقابة الصحافيين عن موقف النواب و في ظل تلكؤ الوزارة و رفضها التعاطي الجدي مع مطلبهم بحسب الامتحانات و مقاطعة دروس الثلاثي الثالث و التوجه في مسيرة حاشدة لم يحدد موعدها إلى قصر قرطاج.
الواضح أن البرلمان الجديد يبدأ عهدته في وضع صعب و معقد و لا يبدو أنه قادر بحكم ضعف الصلوحيات التي حددها دستور 2022 أن ينجح في حل المشاكل المطروحة على المستويين الاقتصادي و الاجتماعي.
كاتب من تونس.
شارك رأيك