حزب العمال: لا استقلال دون سيادة وطنية كاملة

بيان/ تمرّ اليوم الذكرى 67 لإمضاء برتوكول 20 مارس1956 مع المستعمر الفرنسي الذي احتل تونس لمدة 75 سنة عانى فيها شعبنا كل أصناف الاضطهاد والقهر الذي تصدى له بالنضال والكفاح المرير. لقد قدم شعبنا النفس والنفيس من أجل تحرر تونس وانعتاقها، لكن طبيعة القيادة السياسية التي قادت الكفاح الوطني حالت دون تحقيق الاستقلال الكامل والناجز وهو ما يستمر إلى يومنا، إذ ظلت بلادنا مستعمرة جديدة لا سيادة فعلية لها على مقدراتها ولا على خياراتها وهو ما تكرس مع نظام حزب الدستور الذي استفرد بالحكم واغتصبه طيلة عهدي بورقيبة وبن علي، ومع منظومة ما بعد 14جانفي بقيادة حركة النهضة ثم قيس سعيد، فالخيارات اللاوطنية واللاشعبية ظلت سائدة والطبقات الطفيلية التي تنهب تونس وتحكمها مازالت تبسط سيطرتها الكلية على الاقتصاد والدولة والمجتمع، ومازالت الطبقات الشعبية تئنّ تحت وطأة خيارات التبعية والتفقير والفساد.


إنّ حزب العمال إذ ينحني أمام ذكرى شهداء تونس ضد الاستعمار الفرنسي البغيض، فإنه:

  • يعتبر أنّ معركة شعبنا ضد السيطرة الخارجية مازالت مستمرة من خلال النضال ضد خيارات المؤسسات والهيئات الرأسمالية الاحتكارية التي تواصل نفوذها عبر اتفاقيات الاستعمار الجديد مثل اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي ومجمل الاتفاقات المالية والتجارية والعسكرية والأمنية المعلنة منها والسرية، بما فيها مع العدو الصهيوني، وأنّ الاستقلال الفعلي لا معنى له خارج إلغاء ومراجعة الاتفاقيات اللامتكافئة وصياغة خيارات وطنية شعبية تخدم فعلا لا قولا مصالح تونس وشعبها.
  • يدعو القوى الوطنية والتقدمية من أجل تنظيم حملة كبيرة لفرض الاعتذار والاعتراف بالجرائم والتعويض المعنوي والمادي من الدولة الفرنسية لصالح الشعب التونسي ورفض اعتبار احتلال تونس حماية مثلما اعتبر ذلك قيس سعيد.
  • يعتبر مواقف الدول الامبريالية ومؤسساتها الرسمية مما يجري في تونس تدخلا مرفوضا يجد مسوغاته في الاتفاقيات والالتزامات التي أمضتها منظومة الحكم سابقا وحاضرا مع دول المركز الامبريالية ومؤسساتها وهيئاتها.
  • يجدد قناعته أنّ تواصل الخضوع الذليل لصندوق النقد الدولي وغيره من المؤسسات المالية النهابة هو ضرب لأبسط مقومات استقلال القرار الاقتصادي والسياسي رغم مغالطات الخطاب الشعبوي لقيس سعيد وبطانته.

حزب العمال
تونس في 20 مارس 2023

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.