قلّما تجد كاتبا تونسيّا مثله، يتنازل عن الصّخب و البحث عن الإنتشار و الإشهار، سخّر قلمه لخدمة الآخرين و يكتب في صمت، شعرا و قصصا و رواية و أبحاثا و تفكيرا، يكتب بالعربية و بالفرنسية في ازدواجية لا نزاع فيها. (الصورة : رضا الكافي على اليسار في حديث مع الناشرين المرحومين محمد بن اسماعيل و نور الدين بن خضر من دار سيراس).
بقلم الطاهر البكري
شغلته الصّحافة و يكتب في السّياسة و التحليل و تناسى البعض أدبه و مؤلفاته. كنت أقرأ ما يكتبه رضا الكافي في مجلّة” أليف” من الثمانيانت و كنت ألاحظ معرفته بالأدب التونسي و انفتاحه على الأدب العالمي. كتابة رقيقة لا جعجعة فيها و لا قرقعة.
أعرفه منذ عقود، يحاول ان يكون ناشرا، ثمّ في الصحافة من جريدة Le Temps إلى مراسلة جون أفريك Jeune Afrique، يتصارع مع الرقابة ولا يلين مؤسسا مجلّة أو جريدة و لكنّ الإبداع يبقى كالحبّ الدفين، و ما الصحافة إلا مرآة يحاول أن تكون مستقلة و أمينة.
لن أسمع من رضا كلمة عداء او ادّعاء في كاتب يحترم قلمه رافعا قيمه و كم من كاتب أو شاعر سانده و فتح له صفحات جريدته أو مجلته.
كنا نتقابل في باريس من حين لآخر و الأدب يشغلنا في أدب و أخلاقية و ربما انزعجنا من بعض السلوك و لكن البحث الأهمّ هو عن أجمل الطرق لتأدية الأمانة الأدبية على أحسن وجه.
كان ذلك و لا يزال، يحدو بنا إلى الكتابة النزيهة التي لا يشوبها لبس أو التباس.
لعلّي سأحرج صديقي بهذه الكلمات و لكن تاريخ الأدب له علينا واجبات و كلّ الصفخات التي تهمل تقاعسا و تخاذلا، تكون كالفعل الناقص و الأسلم أن يكون سالما.
شارك رأيك