“قرأت بيان المجلس العلمي لجامعة منوبة والحقيقة صدمت بقرار سحب رتبة علمية للأستاذ حبيب قزدغلي (المتقاعد والحديث هنا ليس فقط على الشخص) والحال انها رتبة تسند لاعتبارات علمية تدعمها المنشورات والاعمال البحثية. لا يمكن لأي اعتبار آخر ان يدخل في ذلك وخاصة الاعتبارات السياسية.
“لن أقول سابقة لأنها فقط تذكرنا بسحب شهائد الطاهر الحداد من طرف شيوخ الزيتونة وشهائد علي عبد الرازق من طرف شيوخ الأزهر.
من حيث الحيثيات عقدت سابقا عديد المؤتمرات العلمية الدولية وشارك فيها أساتذة وباحثين تونسيين من جميع الاختصاصات سواء في مجال العلوم الاجتماعية او في مجال الطب. نفس هذا النقاش فتحه بعض الماضويين من كل الاتجاهات عندما واجهت انس جابر في الزوجي منافستين عن إسرائيل منذ سنتين.
المشاركة في الندوة شخصية ولا تلزم جامعة منوبة واستعمال صفة استاذ في الجامعة مسألة عادية لأنه كان أستاذا فيها فعلا ويبقى الأمر حتى بعد تقاعده. اذا استعمل في التقديم “فلان عن جامعة منوبة” ربما نتفهم بعض الشيء لكن دون ان يصل الأمر إلى بيان شعبوي يعود بنا إلى غياهب خلت. لو حضر مشارك معروف بمواقفه المتطرفة ضد الفلسطينيين والعرب فعلا الموقف يتطلب المقاطعة…
من حيث المبدأ علينا مراجعة فهمنا لمسالة التطبيع كي لا نبقى سجناء الماضي وكي نتناغم مع واقع اليوم بين الفلسطينيين والاسرائيليين على المستوى المجتمعي (لا الرسمي). النظام الاسرائيلي الرسمي يبحث فقط على تطبيع رسمي مع الأنظمة العربية لا غير (وانا ضد هذا التطبيع) وهو يرفض انفتاح مجتمعه على العرب لأنه يعلم جيدا أن في ذلك خطرا كبيرا على كيانه….لأنه ليس بوسع شتات من مختلف الجهات في العالم ان يصمد في بحر من الثقافة العربية المحيطة.
يوجد العديد من الإسرائيلين المساندين للحق الفلسطيني وعديد منهم ينشطون مع فلسطينيين في الضفة وغزة. الأولى ان يتولى الفلسطينيون أنفسهم تقييم مثل هذه الحالات وهم اصحاب القضية بالأساس. وليس لغيرهم ذلك، خاصة إذا كان سعينا فقط لإرضاء نرجسية نضالية زائفة تغطي عجزنا على الفعل الحقيقي الناجع الذي يخدم الفلسطينيين”.
شارك رأيك