اعتبر الناقد الأدبي والأستاذ الجامعي إسماعيل الشعيبي ان رواية “حدث في تلك الليلة” للكاتب والإعلامي محمود الحرشاني توفرت على تقنيات حديثة ومتطوره في فن كتابة الرواية حيث جمعت في تناسق بديع بين التخييل والواقع بعيدا عن السرد الممل الذي يسطح الأحداث.
بقلم أسامة حرشاني
أضاف الناقد لدى تقديمه لهذه الرواية في إطار سهرة ثقافية مساء أول أمس الخميس 13 أفريل 2023 بالمركب الشبابي 17 ديسمبر بمدينة سيدي بوزيد ان الزمن في رواية “حدث في تلك الليلة” متحرك وان كان يفهم ان أحداث الرواية تقع ما بين أكتوبر 1969 مع نهاية نظام التعاضد و فيضانات أودية بياش في قفصة والفكة بسيدي بوزيد واللبن بالمكناسي وتنهي في حدود 1988. وكما الزمن متحرك في هذه الرواية فإن المكان كذلك ولا يقف عند مكان معين وان كانت أهم الأحداث تدور في مدن قفصة وقموده والعاصمة.
كما اشار الناقد إلى ان الخلفية الصحفية للكاتب لا تغيب عن أحداث الرواية وقد استطاع ان يوظف مهارته الصحفية في كتابة فصول الرواية دون أن يسقط في الأسلوب التقريري.
كما ان الكاتب لم يغلق منافذ الرواية بل ترك مجالا للقارىء ليعيش معه الأحداث حتى أنك لا تستطيع أن تحدد ما هي الليلة بالضبط التي يقصدها الكاتب وما هو الحدث الذي وقع فيها بل ان أحداث الرواية تنطوي على ليال عديدة زاخرة بالأحداث يمكن للقارئ أن يختار أيا منها لتكون الليلة المقصودة بالعنوان ولكن الكاتب هنا لا يصادر حق القارئ في التأويل و الاختيار.
وأضاف الناقد أن رواية “حدث في تلك الليلة” ذات صبغة تاريخية بامتياز واستطاع الكاتب ان يتسلح بجرأة كبيرة في النفاذ الى المسكوت عنه في مرحلة من أدق و أخصب مراحل تاريخ تونس الحديث ومحمود الحرشاني القادم الى عالم الرواية من عالم الصحافة استطاع بمهاره عالية أن يثبت وجوده في كتابة الرواية الحديثة كما أثبتها في عالم الصحافة.
و في رده على هذه الملاحظات اعتبر محمود الحرشاني أن قراءة الناقد اسماعيل الشعيبي بمثابة الولادة الجديدة لهذا الأثر وأكد ان الرواية الأولى للكاتب تحمل دائما بعضا من خصوصيات صاحبها فما بالك إذا كان الكاتب صحفيا. أحداث الرواية تفضحة. وأكد ان كبار كتاب الرواية في العالم العربي وحتى في الغرب هم صحافيون بالأساس مستدلا على ذلك بالكاتب المصري إحسان عبد القدوس والكاتب يوسف إدريس الذي هو طبيب في الأصل وبالكاتب مصطفى أمين الذي كتب أول رواية تحولت الى فيلم مثلته أم كلثوم وهو في الأصل صحفي واعتبر ان المستقبل هو للرواية التي تتوفر بها تقنيات الكتابة الصحفية من لغة الحوار وتقنية الروبورتاج وكساء المشهد وتكثيف الأحداث.
وأضاف محمود حرشاني انه تعمد ترك الليلة المقصودة بعنوان الرواية مجهولة حتى يدركها القارىء بنفسه في أحداث وفصول الرواية وهو لم يشأ ان يتعسف على القارئ ويقدم له وصفة جاهزة لسياقات الرواية وأحداثها.
وعقب الأستاذ محمد نجيب هاني منشط اللقاء على ان الحوار كان ممتعا مع رواية من أفضل الأعمال الصادرة أخيرا لكاتب نعتز به روائيا مجددا مثلما اعتززنا به كاتبا صحفيا ناجحا.
شارك رأيك