على اثر قرار التراجع عن اسناد العميد السابق لكلية منوبة الحبيب القزدغلي صفة أستاذ مميز من طرف اللجنة العلمية بتعلة مشاركته في ملتقى علمي بفرنسا وانطلاق حملة واسعة و شعبوية ضده إلى درجة اتهامه بالتطبيع مع الصهيونية، عبرت د. نائلة السليتي استاذة الحضارة الإسلامية عن تضامنها و كتبت ما يلي:
“صباح الخير: مرّة سألت شيخي الشرفي؟ لماذا لم تقدّم طلبا في أستاذ متميّز؟ رماني بنظرة غاضبة وأجاب: الأستاذ المتميّز طلب يتقدّم به المجلس العلمي إليّ أنا حتى أقبل.. و لن أنزل بتاريخي العلمي إلى مستوى التكدّي.. ثمّ إنّ التقاليد الجامعية تسير على هذا العرف . لكن بن علي وعن طريق الدالي الجازي أراد تكسير أنوف أساتذة التعليم العالي وفي نفس الوقت محاسبتهم على مدى ولائهم للنظام ففرضت هذه البدعة : تقديم طلب في أستاذ متميّز. وليست سوى تصفية حسابات مع أساتذة التعليم العالي يعني..
هذا تاريخ أخفي عن الأنظار لكن الحقيقة لا تبلى…
وكان هذا موقف الأستاذ جعيط.. ولا أعلم إن تنازل مجلس كلية 9 افريل وطلب منه أن يقبل بمنصب أستاذ متميّز أم توفيّ وهو أستاذ تعليم عالي.. الثابت أنّه رفض أن يتقدّم بطلب…
كان أقوى درس أتلقاه من استاذي، وعندما تقاعدتُ رفضت أن أتقدّم بطلب في أستاذ متميّز.. حفظا للمكانة العلمية التي وصلت إليها..
انظروا اليوم: كم من أستاذ متميّز أكله الخمول… أمام إشعاع الأستاذ الشرفي الذي أبى أن يتنازل عن كرامته واختار لقب أستاذ تعليم عالي لا غير..
والنتيجة؟؟؟!!! ما نعيشه اليوم من ترذيل لهذا المنصب.. يعبث به أفراد احتموا بلقب … عضو في مجلس…. ” علمي”.. عن أيّ علماء تتحدّثون بحق السماوات والأرض.. الإدارة والحسابات الشخصية تسللت إلى الجامعة في ثياب التقوى العلمية.. العالم حرّ.. ولا أحد يمتلك مقود التحكّم فيه.. أستاذ الحبيب القزدغلي… اذهب فأنت محظوظ ومن العلماء الطلقاء.. فحقل العلم لك أنت وحدك.. تضامني معك”.
شارك رأيك