بالنسبة للأوضاع المتردية على كل الأصعدة في تونس تدلً جل المؤشرات الداخلية والدولية إلى انتهاء زمان التردًد و المناورة و الأعذار الواهية و حانت ساعة الجرأة و خطاب الصراحة والمسؤولية فما بقي إلا الخيار بين الحسم أو الغرق. أما ما تبقى فهو هراء و ثرثرة و ذر للرماد في العيون و عجز عن التحرك الفعلي في الاتجاه الصحيح.
بقلم إلياس القصري
قد يتوارى للمتابعين الأجانب للأوضاع في تونس أن التعلًل بالسلم الاجتماعية للامتناع عن مواجهة أخطبوط التهريب و التهرًب الضريبي و قوى الريع و المنافع المكتسبة على حساب الخزينة العمومية و الصالح العام و التردد في الشروع في الإصلاحات العميقة و الموجعة التي يفرضها الوضع شبه الكارثي للاقتصاد التونسي و المالية العمومية لا يعدو ان يكون تماديا في سياسة العشرية السوداء بالهروب إلى الأمام و إغراق البلاد في المديونية خشية من تبعات مواجهة اللوبيات التي تنتعش من دم المواطن التونسي و تخرب خزينة الدولة وتجعل البلاد لقمة سائغة للقوى الأجنبية تحت غطاء المساعدة والصدقة الأخوية.
فمن يلتزم بالدفاع عن قوت التونسيين و السيادة الوطنية لا يستمع لأصوات المتخوفين من خوض معركة الاستقلال مما يشتبه من لوبيات و مافيات متنفذة في الإدارة و القطاع العام والنقابات وقطاع المال والأعمال. فالاستجابة إلى تطلعات الشعب و خصوصا الطبقات المحرومة و الشباب الى إرساء نظام اجتماعي و اقتصادي جديد يتسم بالمنافسة الشريفة و حرية الابتكار و التجديد و الامتياز و يضمن تساوي الفرص بين مكونات المجتمع التونسي بدون تمييز أو تهميش، يستوجب الحسم في أقرب وقت مع المنظومة القديمة.
تدلً جل المؤشرات الداخلية والدولية إلى انتهاء زمان التردًد و المناورة و الأعذار الواهية و حانت ساعة الجرأة و خطاب الصراحة والمسؤولية فما بقي إلا الخيار بين الحسم أو الغرق.
سفير سابق.
شارك رأيك