في التدوينة التالية المكتوبة لااهجة الدارجة التونسية و التي نشرها الكاتب على صفحته الفيسبوك بمناسبة عيد الفطر المبارك يعبر هذا الأخير – وهو وزير سابق – عن حزنه على ما وصلت إليه تونس من تأزم على كل المستويات حيث أصبحت رمزا لفشل الدولة و فساد الحكم و تفشي ظاهرة الفساد.
بقلم فوزي بن عبد الرحمان
بالله شنوا العيد المبروك اللي باش نتمناه لعائلتي و اصحابي و احبابي و للناس الكل؟ علي شنوا باش نقلكم مبروك؟
على ضياعنا في الثنية ؟ على البوصلة اللي ضاعت؟ على الحرية اللي قاعدة تضيع كل نهار؟ و الا على جزء كبير من الشعب اللي سلّم فيها؟
باش نقلكم مبروك على ناس تعزلت بالقهر و الظلم؟ و حتى حد ما سأل عليهم في شهر رمضان؟ على ناس تحشات في الحبس بالقهر و الظلم و البهتان و بدوسيات فارغة افرغ من عقل اللي مصدقين اللي ثما قضاء مستقل؟ و اللي مصدقين اللي عندنا أمن جمهوري يدافع على الحريات و اللي مصدقين اللي البلاد قاعدة تتطهر من الفساد؟ و الا مصدقين اللي قاعد يتعمل هو محاسبة بالحق؟
باش نقول مبروك على الشماتة اللي ولات قيمة اجتماعية ما عادش تحشّم؟ على الكره و الحقد اللي قاعد يفكك في الطريف اللي كان لامم ها البلاد و ها المجتمع؟
و إلا باش نقول مبروك على الآلاف اللي قاعدين يهجو من البلاد و على المئات اللي كلاهم البحر بعد الآلاف اللي كلاهم الإرهاب؟
باش نقول مبروك على قضاة ما يقلقهمش كيف يحكمو على عائلة تتفرق في رمضان بعقلية “تبكي أمو و ما تبكيش أمي”؟
ولا مبروك على بوليس نسى كيفاش خرج يبكي و يصيح “أبرياء… أبرياء… من دم الشهداء” في وقت موش بعيد و ما تفكر كان كيفاش يرجع لتالي في وقت “لا رجوع الى الوراء”.
باش نقول مبروك على الصورة متاعنا في العالم القريب و البعيد و كيفاش ولينا منعوتين بالصبع عند اللي يسوى و ما يسواش؟ و الا مبروك على صور كوريا الشمالية في تونس؟ و الا مبروك على ستين سنة ضاعو مع القارة متاعنا في جرة لسان ما يدورش سبعة مرات قبل الكلام؟
باش نقول مبروك على تخميرة جديدة حتى حد ما يعرف وين باش توصل البلاد؟
الحق ما لقيت شيء نقول بيه “عيدكم مبروك” كلمة تخرج من القلب.
خاصة لبرشا ناس ما زالت قلوبهم حية، ناس ما باعوش الطرح، ناس تخدم على ارواحها بضمير.. و تكلت و تجاهد في الميزيريا بانواعها الكل : متاع المخ و متاع الجيب.
ناس تدافع على الحرية و على مبادئ العيش الكريم المشترك.
لهاذم الكل ما انجم كان نقول : الله لا يعاودو علينا و عليكم.
و سامحوني فوق الكل.
وزير سابق.
شارك رأيك