ليلة السبت 6 ماي 2023 بمدينة ياسمين الحمامات، افتتحت فعاليات الدورة الثانية لمهرجان ولد حالما، طموحا، سقف تطلعاته سينما متفردة تمتع وتغير. من هنا كانت البداية حلم تحقق في دورة تأسيسية سنة 2022 ليضيء ليلة السبت الماضي شمعته الثانية فاتحا أبواب مدينة ياسمين الحمامات لصناع الفن السابع وعشاقه.
على السجاد الأحمر للمهرجان السينمائي الدولي ياسمين الحمامات عمّت البهجة ومتعة اللقاء بين صناع الأفلام، كبار الفنانين ونجوم الفن السابع من مختلف الأجيال القادمين من القارات الأربعة وقد جمعتهم السينما على أرض تونس وذلك بحضور وزيرة الشؤون الثقافية الدكتورة حياة قطاط القرمازي وعدد من السفراء العرب والأجانب.
يخطو المهرجان الدولي ياسمين الحمامات بثقة المبتدأ الشغوف ويرنو لعرض أحدث الأفلام في مسابقاته المخصصة للأعمال السينمائية المتوجة . هنا في ياسمين الحمامات يتنافس سينمائيون من العالم على الشراع الذهبي، الجائزة الكبرى للمهرجان.
نجوم تونس وصناع أفلامها كانوا أبرز الحضور في افتتاح المهرجان واحتفلوا على سجاده الأحمر بدورة ثانية وصفها مؤسس المهرجان ورئيسه المخرج السينمائي مختار العجيمي في كلمته الافتتاحية بــ”دورة التحدي”. فمتعة النجاح تتطلب نجاحا أكبر. وعلى هذا السجاد أطل الفنان فتحي الهداوي والنجمة التونسية العربية درة زروق المكرمين في حفل الافتتاح وكل من الفنانين كمال التواتي، محمد السياري، كوثر الباردي، عادل يونس، لبنى نعمان، شاكرة رماح، نجوى زهير، ريم البنا، محمد علي النهدي، المنصف العجنقي ومن صناع الأفلام رائدة من رائدات السينما التونسية سلمى بكار وعدد كبير من السينمائيين المشاركين من خلال أفلامهم في فعاليات المهرجان من مسابقات رسمية، “مختارات من السينما التونسية” وبانوراما الأفلام الروائية والوثائقية الطويلة والقصيرة.
المهرجان الدولي ياسمين الحمامات المنفتح على الفنون، ثقافات الشعوب وداعم في فلسفته الفنية للأصوات الإبداعية الشابة استقبل أيضا في حفل افتتاح دورته الثانية وجوه ثقافية من أصحاب المشاريع المبدعة في الموسيقى، المسرح والفنون التشكيلية والمعاصرة وأشاد بطريقته الخاصة بنجاح أسماء يافعة في المشهد الفني التونسي فكان من بين الممثلين الصاعدين الحاضرين فارس عبد الدايم، نسيم بورقيبة، رنيم علياني ودنيا فقي.
الفنانة المصرية رانيا يوسف كانت بدورها إحدى نجمات حفل افتتاح المهرجان وعبرت عن إعجابها بخصوصية المهرجان وموقعه المميز وخاصة هويته البصرية، التي تجسدت في حفل الافتتاح عبر عرض مميز على السجاد الأحمر لرمز من رموز ذاكرتنا الشعبية “بوسعدية”.
المهرجان الدولي ياسمين الحمامات جدد في حفل افتتاح دورته الثانية التعاون مع ثنائي التقديم الراقي في حضوره وتناغمه رأفة عيادي وفواز بن تمسك كما حافظ على صلته بالجمهور التونسي والعربي والذي تابع سهرة الافتتاح مباشرة على شاشة الوطنية الأولى.
وفي كلمته، شدد مؤسس ورئيس المهرجان مختار العجيمي على تمسك هذه التظاهرة الفنية الكبرى لمدينة ياسمين الحمامات بمبادئ تأسيسها وتحديها لكل الصعوبات لتأمين برمجة سينمائية ثرية لأفضل الأفلام المتوجة دوليا مانحا الكلمة لوزيرة الشؤون الثقافية الدكتورة حياة قطاط القرمازي والتي نوهت بتجدد خيارات المهرجان في دورته الثانية خاصة على مستوى اهتمامها بسينما القرب والارتقاء بالذائقة الفنية للجمهور عبر برمجة لأهم الأفلام المتوجة دوليا مؤكدة أن دعم وزارة الشؤون الثقافية للمهرجان هو تأكيد على الاهتمام العميق، الذي توليه الدولة التونسية للفن السابع باعتباره قطاعا حيويا وتنمويا واعدا، هو عنوان للتميز، منح تونس الاشعاع والمكانة المتفردة بين سينماءات العالم.
وعبّرت الدكتورة حياة قطاط القرمازي في كلمتها خلال حفل افتتاح المهرجان السينمائي الدولي ياسمين الحمامات عن تطلع وزارة الشؤون الثقافية وهي تحتفل بمائوية السينما، هذا الحدث الثقافي الاستثنائي، لآفاق أرحب، تتيح للأصوات السينمائية المبدعة والطاقات الشابة من صناع أفلام، إمكانات أكبر ليرى العالم، تونس عبر شاشات السينما ومن بينها شاشة الحمامات، المدينة المتوسطية الرمز للانفتاح الثقافي والحضاري، قبلة السياح ومحبي الفنون والثقافة.
وقدم السيد مختار العجيمي بعد الكلمة الافتتاحية لوزيرة الشؤون الثقافية حياة قطاط القرمازي أعضاء لجان تحكيم المسابقات الرسمية وقد اعتلوا تباعا الركح وتتكون مسابقة الأفلام الروائية الطويلة من الناقد السينمائي الفرنسي جاكي بورنيه (رئيسا) وكل من الممثلة وكاتبة السيناريو المغربية سناء علوي، المخرجة البلجيكية مارتين دوين، صانعة الأفلام السينغالية سينا ديوب زينا، مدير منتدى بوليا السينمائي ألبيرتو لامونيكا، المخرج التونسي مصلح كريم والممثلة اللبنانية دارين حمزة فيما يترأس لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية الطويلة من المخرج المصري سيد فؤاد الجناري وعضوية كل من المخرج المغربي داوود أولاد سيد، مؤلفة الموسيقى التصويرية الفرنسية بياتريس ثيرت، المنتج والمخرج اللبناني إلياس خلاط والإعلامية والممثلة التونسية غادة قطاطة وفي مسابقة الأفلام الروائية القصيرة يترأس لجنة التحكيم المنتج والباحث في الفنون السنغالية تيرنو ابراهيما ديا وعضوية كل من مؤسس مهرجان الأفلام المحمولة في افريقيا الفرنسي برونو سمادجا، السينمائي الفرنسي جيروم دايمون بيرجي، الكاتب والمخرج المصري محمود محمود ورئيسة الجامعة التونسية لنوادي السينما بتونس منال السويسي.
وسلط ثنائي تقديم حفل افتتاح المهرجان السينمائي الدولي ياسمين الحمامات الضوء على مختلف فعاليات والبرامج المقترحة في هذه الدورة الثانية من 6 إلى 13 ماي 2023 ومن بينها مسابقة مخصصة لـ”أفلام الموبايل”، فعالية “سيني بيتش”، مائوية السينما التونسية، ماستر كلاس عن “السينما اللاتينية” والجلسات الحوارية.
وفي خانة التكريمات، كان السينمائي الراحل عبد اللطيف بن عمار على رأس القائمة في لمسة وفاء وتقدير لمسيرته كما حيى المهرجان الممثل الراحل هشام رستم ومنح المهرجان السينمائي الدولي ياسمين الحمامات درع التكريم للفنانين درة زروق وفتحي الهداوي تحية لمشوارهما الفني وفي السياق يعرض في برمجة التكريمات فيلم من بطولة درة زروق “باب الفلة” لمصلح كريم وعمل سينمائي لفتحي الهداوي وتم اختيار “صفايح من ذهب” للمخرج النوري بوزيد. وقبل استعراض قائمة الأفلام المشاركة في المسابقات الرسمية وهي 12 فيلما روائيا طويلا، 12 فيلما روائيا قصيرا و6 أفلام وثائقية طويلة في فيديو مخصص لهذه الخيارات استمتع جمهور قاعة “حنبعل” بمدينة ياسمين الحمامات ومتابعي السهرة على شاشة التلفزة الوطنية بعرض موسيقى للفنانة الشابة نجاة ونيس.
فيلم الافتتاح من أمضاء مخرج هندي
فيلم افتتاح الدورة الثانية من المهرجان كان بإمضاء المخرج الهندي بان نالين وحمل عنوان “Last Film Show” وبطولة كل من بهافين راباري، ريشا مينا، بهافيش شريمالي وديبين رافال. هو فيلم عن سحر السينما وشغف طفل بعالم الصورة في مشهد نائي فقير ومهمش كانت السينما هي الحلم بعالم أكثر جمالا، عمل يداعب حواس المتعة في مشاهدي هذا النوع من الأفلام الاستثنائية فصناعة فيلم من وجهة نظر طفل ليست بالأمر الهين .
يأخذنا “Last Film Show” في 110 دقيقة لقرية بغرب الهند أين يعيش “ساماي” طفل التسعة سنوات بين والد يبيع الشاي غير محب للسينما وأم تطهو له وجبات يقايض عبرها عارض الأفلام “فضل” ليغوص في عالم خيالي سحري.
القصة شخصية في أعماقها فمخرج العمل بان نالين القادم من هذه القرى والعاشق للسينما من طفولته يروي بتمكن حالة حب “ساماي للفن السابع” وينسج في لغة سينمائية متفردة ولادة الفكرة وكأنه يعيد اختبار شعور البدايات في علاقة “ساماي” بفضل أو الهندوسي والمسلم في عالم بكرات أفلام التي هي بدورها قصص تعيش داخلنا.
شارك رأيك