تحتفي تونس على امتداد هذا الأسبوع بالدورة الثانية للمهرجان السينمائي لمدينة الحمامات التي لبست أبهى حلة كي تكون أرض التلاقي والتسامح و تلاقح الحضارات و التبادل الثقافي. هذه المدينة هي اليوم قبلة لعشرات النجوم و في ما مضى تغنى بها الشعراء و الأدباء و الفنانون مثل الرسام الكبير بول كلي و غيره.
بقلم ياسين فرحاتي
ضيوف من كل صوب و حدب جاؤوا ليقاسمونا فرحتنا في هذه الظاهرة التي غابت أثناء أزمة كوفيد ثم استعادت نشاطها اليوم كحدث ثقافي و سياحي و قتصادي حيث أن السينما صناعة بأتم معنى الكلمة و لتونس تاريخ حافل معها منذ ستينات القرن الفائت و نضالات المؤسس و الباعث الراحل الطاهر شريعة، كما أن السينما التونسية انظلقت مع وزير الثقافة الأسبق الراحل الشاذلي القليبي و قد دأبت دولتنا على إيلاء المهرجانات السينمائية كل الاهتمام بدءا بأيام قرطاج السينمائية التي ينظر إليها كرافد من روافد التنمية و قاطرة في إحداث نقلة نوعية و محفز ضروري لدفع النشاط الثقافي.
و من الجدير التذكير أن مدير مهرجان الحمامات السينمائي هو المخرج مختار العجيمي و الذي يرفع “شعار التحدي” و في حوار خص به نشرة الأخبار على الوطنية الأولى أكد أن هذه الدورة خاصة جدا و ثمة جائزة خاصة تمنحها اليونسكو عن حوار الحضارات. من بين الحضور و الفاعلين الثقافيين أسماء كان لها حضورها في مهرجان كان العالمي و كما ثمة مهرجانات أخرى رائدة كمهرجان الأقصر للسينما الإفريقية بمصر.
و تمثل مثل هذه التظاهرات و الفعاليات الثقافية فرصة لمزيد التعريف بالانتاجات الجديدة و ربط علاقات تعاون و بروز لوجوه شابة و تكريم نجوم كبيرة مثل درة زروق التي رحبت كثيرا بالتكريم الذي حظيت به من طرف أدارة المهرجان و شكرت الجمهور التونسي و هذه هي روح الثقافة كمنبع لمد جسور التواصل بين الشعوب شأنها شأن الموسيقى و الرياضة.
ما يلفت الأنظار حقا هو الألوان الزاهية و الملابس الجميلة جدا و جمال الذوق و روح الدعابة التي ميزت سهرة الافتتاج. إنك أمام فسيفساء متناسقة و متناغمة و متجانسة جسدتها و كرهتها نجمات و نجوم السينما و التمثيل.
و في حفل الافتتاح الذي أكدت وزيرة الشؤون الثقافية الدكتورة حياة قطاط القرمازي في الكلمة التي ألقتها أن “تونس تتطلع لآفاق أرحب عبر قرن من السينما و نطمح لعالم أفضل مع المحافظة عل الخصوصية و الهوية”. هذا و قد أعلن مدير المهرجان عن أعضاء لجنة التحكيم الأفلام الوثائقية و عن لجنة الأفلام الطويلة. كما لم ينس نجومه الكبار الذين رحلوا على غرار الممثل الكبير هشام رستم.
و قد تلى موعد تكريم ثمة من الممثلين حفل موسيقي قصير أثثه ثلاثة مغنون قدموا وصلة فنية غربية.
و بالنسبة للمسابقة الرسمية فقد رشح عدة أفلام من دول مختلفة.
كاتب من تونس.
شارك رأيك