إيمانا منها بأهمية دور الصناعات الثقافية والابداعية في جعل القطاع الثقافي مجالا حيويّا وفرصة لخلق مواطن الشغل للباعثين الشبان، أذنت وزيرة الشؤون الثقافية الدكتورة حياة قطاط القرمازي خلال جلسة عمل انعقدت صباح اليوم الخميس 15 جوان 2023 بالقطب الثقافي “الفاضل بن عاشور” بالمرسى، بالانطلاق فورا في تنفيذ مشروع “قطب الإبداع والفنون الرقمية بالمرسى” الذي يحمل اسم “مكان” ويشرف على إعداده مركز تونس الدولي للاقتصاد الثقافي الرقمي.
وأكّدت السيدة الوزيرة في كلمتها على ضرورة توفير كلّ المتطلّبات التقنية واللوجيستية والمالية ومتابعة الآليات القانونية لتنفيذ “قطب الإبداع والفنون الرقمية بالمرسى” بما يجعله حيّزا جغرافيّا يساهم في تعزيز مؤشرات التنمية الثقافية بجهة المرسى ومتنفّسا مهمّا لأهالي المنطقة ومبدعيها ومثقفيها وفسح المجال أمامهم للمشاركة في الحياة الثقافية وممارسة حقهم الطبيعي في النشاط الإبداعي.
كما شدّدت على ضرورة تضافر كلّ المجهودات لتعزيز شبكة المؤسسات الثقافية بمختبرات إبداعية مجهّزة بأحدث التقنيات التكنولوجية وتعميم مثل هذه المشاريع في كلّ الجهات الداخلية بما من شأنه أن يساهم في رفع مستوى الوعي بدور الصناعات الثقافية والإبداعية في تطوير الفعل الثقافي والارتقاء به.
وبهذه المناسبة قدّمت السيدة سلوى عبد الخالق المديرة العامة لمركز تونس الدولي للاقتصاد الثقافي الرقمي عرضا تفصيليا عن أهداف مشروع “قطب الإبداع والفنون الرقمية بالمرسى” والمتمثّلة أساسا في دعم التمكين الاقتصادي للصناعات الثقافية وتحفيز الابتكار وتعزيز إشعاع المضامين الإبداعية والثقافة الوطنية في الفضاء الرقمي، بالإضافة إلى بعث فضاءات للتفكير والذكاء التشاركي الإبداعي.
وتتمثّل مكوّنات المشروع في عدد من فضاءات العروض الرقمية والتفاعلية المخصّصة لعرض المجموعات الفنية والأثرية وتجارب الواقع الافتراضي، ومركز موارد وتمكين في الريادة الثقافية والصناعات الإبداعية ومختبرات الأفكار والابتكار، إلى جانب فضاء آخر لتلاقي كافة المتفاعلين من مؤسسات ناشئة للتفكير في البرامج والمشاريع ذات الفائدة لمستقبل الصناعات الثقافية، فضلا عن “أكاديمية” لإرساء بيت خبرة في المجال الثقافي يكون فضاء للنقاش وتبادل الخبرات وتعزيز قدرات الفاعلين من القطاعين العام والخاص بالتعاون مع سلطة الإشراف ووحدات البحث في الجامعات والمنظمات الدولية الثقافية.
وتجدر الإشارة إلى أنه في إطار التوجّهات العامّة لوزارة الشؤون الثقافية والمتمثّلة في تعميم المختبرات الإبداعية “Hubs creatifs” بمختلف المؤسسات العمومية الراجعة لها بالنظر، تمّ مؤخّرا افتتاح دار المسرحي بباردو الذي تضمّ مختبرا للإبداع الثقافي الرقمي موجّها للشباب لدعم مشاريعهم ومرافقتهم منذ انطلاق الفكرة.
شارك رأيك