أدى رئيس الجمهورية قيس سعيد، اليوم الجمعة 16 جوان 2023، زيارة إلى دار الصباح، حيث استمع إلى عدد من الصحفيين والأعوان العاملين بها. وتحدث إليهم عن ضرورة إيجاد حل نهائي للأملاك المصادرة.
وأكد رئيس الجمهورية على أن الدولة التونسية لن تفرط في تاريخها ولن تفرط في هذه المؤسسات التي هي جزء من تاريخها.
و كان نزار المقني، أحد أعمدة دار الصباح قد دون يوم 9 جوان الجاري ما يلي:
** “دار الصباح” و”الموت جوعا”: ثنائية سريالية
ما يحدث في “دار الصباح”، هو بمثابة سياسة تجويع ممنهجة ضد أبنائها، فلا مرتبات صرفت، ولا منح منحت، ولا أموال رصدت.
- اليوم، وراس السلطة، يؤكد على ضرورة استدامة الصحافة الورقية، فان أحد أعمدتها بصدد الموت السريري المرحلي، والموت هنا مجازي بما أنه يشمل القضاء على صحيفة كتبت تاريخ تونس منذ ما قبل الاستقلال وبعده، وشاركت في دحر الاستعمار وبناء الدولة الوطنية، بل وكانت من الذين أثثوا النقاش العام قبل الثورة وبعدها.
- اليوم، نجد أنفسنا نحن أبناء الدار في مواجهة الجوع، كوسيلة تركيع، نواجه الفاقة لأن الدولة لم تتحمل مسؤوليتها تجاه مؤسسة اعلامية لها من التاريخ ما هو شاهق في السماء وضارب في القدم منذ ما قبل اعلان الجمهورية، وتعاملت معاها كأنها شركة خدمات ومصنع كراث وطماطم (مع احترامي لكل المهن والمؤسسات المنتجة).
- اليوم، يراد تسوية التاريخ بقرارات مسقطة، ويراد إيقاف حرية التفكير قبل لجم حرية التعبير، ويراد بجرة قلم محو ما كتب منذ القدم.
- اليوم، نجد أنفسنا بين “ثنائية سريالية” محورها “الجوع” أو القلم، “الكلأ” أو “الضمير”، وكلها من نفس معجم الثنائيات البائسة التي تربط الفكر وتغتصب العقل.
- اليوم، نحن أمام أمر واقع، عاشه ويعيشه زملاء لنا في مؤسسات اعلامية أخرى، بعضهم مهدد في لقمة عيشه، ومهدد في رغيفه اليومي، قد يجد نفسه ضمن قائمة المطرودين قضائيا والمفروزين اعلاميا، في ضرب لأبسط حقوق الانسان، وكالعادة بجرة قلم لا يعرف معايير مسارها على الورق.
- اليوم، أصبحنا قاب قوسين من اللاعدالة، من اللامستقبل، بعد أن عشنا سنوات في نفق “اللامبالاة “.
وأخيرا، أقول اليوم، أن التاريخ لا يعيير بالذهب وبالصفقات المشبوهة التي حيكت سابقا في غرف الوزرات واليوم باتت تشرع لها في أقبية المحاكم.
… والتاريخ لن يرحم.”.
شارك رأيك