في التدوينة التالية التي نشرتها على صفحتها الفايسبوك تعلق الجامعية و الباحثة على قتامة الأوضاع العامة في تونس على كل المستويات و الغموض الذي يلف مواقف السلطة من المشاكل القائمة و غياب أية رؤية لمستقبل البلاد في ظل تحولات جيوستراتيجية كبرى.
بقلم رجاء بن سلامة
بعد سنتين من 25 جويلية 2021: لا نفهم إلى أين تسير البلاد أمام كلّ المخاطر الاقتصاديّة وأمام شبح تهديد التونسيّ في قوته وحاجياته الأساسيّة وأمام كلّ التّغيّرات الجيوستراتيجيّة التي تهزّ العالم ولا نرى لها أثرا في خطابات أصحاب القرار و”قراراتهم” (إن وجدت).
لا نرى أيّ أثر إيجابيّ لحملة مكافحة الفساد (الرّشوة في كلّ المستويات مستمرّة، والقانون لا يطبّق على من يدفع).
لا نرى أيّ أثر إيجابيّ لحملة مكافحة الاحتكار.
لا نفهم ما هي سياسة البلاد في موضوع الهجرة.
لا تصلنا أخبار الاتفاق بين تونس وأوروبا في هذا المجال إلاّ عبر وسائل الإعلام الأجنبيّة وكأنّنا رعايا وجهلة لا نستحقّ فتح النقاش العموميّ في مصيرنا.
لا نفهم ما هي رؤية رئيس الجمهوريّة للاقتصاد.
لا نرى أيّ فاعليّة للأفكار المثاليّة التي طرحها عن الشركات الأهليّة وغير ذلك.
لا نفهم سبب اعتراضه على اتّفاقيّة السّماء المفتوحة والحال أنّها تجربة ناجحة ومطوّرة للاقتصاد والاستثمار.
لا نرى منظومة “توجيه الدّعم إلى مستحقّيه” ونرى الدعم يرفع عمليّا.
لا نرى تفكيكا لمنظومة الاقتصاد الرّيعيّ وتحريرا للاقتصاد.
لا نرى إصلاحا للقطاع العامّ ولا نرى إعادة الهيكلة الموعودة للشركات العمومية المستنزفة لمقدّرات الدّولة.
لا نرى إصلاحا لميناء رادس، الذي يعدّ من العوائق الكبرى الحائلة دون تطوير الاقتصاد التونسيّ.
لا نرى تغييرا لقانون الصّرف.
لا نرى أهتمامات بالوضع البيئي ونرى عجزا حتى عن تطبيق منع أكياس البلاستيك.
نرى ولايات بلا وال وسفارات بلا سفير.
نرى ثاني ولاية في البلاد، صفاقس، بلا وال، متروكة لحالها في مواجهة كلّ مشاكلها ومن بينها الهجرة المتدفقة من حدود الجارة الكبرى أساسا.
نرى معارضين سلميّين متّهمين بالتّآمر ومحالين بمقتضى قانون الإرهاب.
نرى محاولة تضييق على أهمّ مكسب من مكاسب ثورة الكرامة، هو حرّيّة التّعبير، بمرسوم لادستوريّ.
نرى رئيسة حكومة لا تتكلّم حتّى بالدارجة ولا نكاد نعرفها ولا نراها إلاّ صامتة مطأطئة برأسها أمام السيد الجامع بين كلّ السّلط.
وقد قيل لنا ونحن على مقاعد الدّرس إنّ “السّياسة هي فنّ الإقناع”.
هل هناك سياسة في البلاد؟
أليست تونس فعلا سفينة تائهة بلا ربّان ؟
ألا تستحقّ هذه البلاد التي تعجّ بالكفاءات حكومة أنجع وأقدر؟
لقد حان الآن وقت المحاسبة والمسؤوليّة. هذا كلّ ما أنا متأكّدة منه…
باحثة جامعية.
شارك رأيك