في اطار توجّه جديد لوزارة الشؤون الثقافية نحو مزيد رعاية الفاعلين الثقافيين تكوينا وتأطيرا تفاعليا باعتبارهم النواة الأساسية وفي مقدّمة الصفوف الاولى للتواصل المباشر مع روّاد المؤسسات الثقافية خاصة من الاطفال واليافعين والشباب و في إطار البرنامج الوطني “حوارات وطنية” و ببادرة منها تنظم الإدارة العامة للعمل الثقافي بمساهمة المؤسسة التونسية لحقوق المؤلّف والحقوق المجاورة وبالشراكة مع المندوبيات الجهوية للشؤون الثقافية بالمهدية و القيروان و سوسة و المنستير اليوم 4 جويلية الجاري بمدينة المنستير.
وتحت شعار”بادر… وتيقن أنك ستنجح”فعاليات ملتقى اقليمي لمنشطي دور الثقافة بكل من جهات المهدية،سوسة،المنستير والقيروان
ويفتتح هذا الملتقى بكلمات ترحيبية من قبل المندوب الجهوي للشؤون الثقافية بالمنستير فالاستاذة ربيعة بنفقيرة المديرة العامة للعمل الثقافي فالمندوبتين الجهويتين للشؤون الثقافية بكل من القيروان وسوسة فالمندوب الجهوي للشؤون الثقافية بالمهدية ثم يستعرض الثنائي الاستاذة حنان بالناجم مديرة دار الثقافة ابن رشيق بالعاصمة والاستاذ فهد بن حمودة مدير المركّب الثقافي بالمنستير البرنامج العام لهذا الملتقى الذي تنطلق أشغاله من خلال محور أول يتضمن حلقة حوار حول “آليات وتقنيات التنشيط الثقافي”من تقديم الدكتورة نزهة بوخريص وفي ادارة للحوار من قبل الاستاذ شوفي الزعلوني ومن خلال تناول دور المنشط وتفاعله حسب اختصاصه ومحيطه وتأقلمه وتفاعله ليتوّج الحوار بتقديم أمثلة نموذجية وفتح مجال الحوار مع المنشطين لتقديم آرائهم ثم ينتظم تمرين تحفيزي تفاعلي يهدف الى تشريك المنشطين من خلال بعض الانشطة التي يقدّمها الفنان المسرحي والمنشّط إلياس العبيدي
ثم يتم تقسيم المشاركين في الملتقى الى اربع مجموعات لتشارك كل مجموعة في أشغال ورشة “فكرة”بمرافقة المدرّب عاطف الحمروني وورشة”ابداع”بمرافقة المدرّب محمد الخامس الهاني وورشة”تحدي”بمرافقة المدرّب سامي بديرة وورشة”بادر”بمرافقة المدرب إلياس العبيدي حيث تقوم كل مجموعة بالبحث وإبداء أفكار وتحرير بطاقة وصف حول محاور الورشات ومفهومها وآلياتها وعلاقتها بمهنة التنشيط
وفي الفترة المسائية من الملتقى تنتظم أشغال المحور الثاني منه تحت عنوان”مقاربات وآليات اعداد مشروع ثقافي نموذجي”وفي هذا الاطار يعرض الثنائي الاستاذ أيمن بن يوسف وهو رئيس مصلحة بالادارة العامة للعمل الثقافي والاستاذة حنان بالناجم تقديما مبسّطا لكيفية اعداد آليات وبناء مشروع داخل النادي انطلاقا من طريقة الصياغة ومراحلها وصولا الى طريقة التقديم وعرضها على اللجنة
وضمن فقرة “اعداد مشروع”وبالفضاء الخارجي لمقر الملتقى تتم تلاوة بطاقات الوصف على المنشطين لتحفيز الأفكار ومساعدتهم على كتابة مشروع ثقافي نموذجي ثم يقسّم المنشطون الى مجموعات لتقدّم كل مجموعة نموذجا لمشروع مصغّر في مختلف الاختصاصات مع تشريك جميع المنشطين ومتابعتهم من قبل المكونين ثم تقدّم المشاريع المنجزة شفويا أمام لجنة تقييم ترأسها الاستاذة ربيعة بنفقيرة المديرة العامة للعمل الثقافي وبعضوية المندوبتين الجهويتين للشؤون الثقافية بكل من القيروان وسوسة والمندوب الجهوي للشؤون الثقافية بالمهدية ليتم إثر ذلك الاعلان عن النتائج في فضاء مفتوح وعبر مرافقة موسيقية تتوّج بتلاوة توصيات هذا الملتقى الذي سيشمل بقية منشطي نوادي دور الثقافة عبر لقاءات إقليمية بالجهات الأخرى لتفضي الى اعداد “دليل المنشّط”
وفي لقاء مع الاستاذة ربيعة بنفقيرة المديرة العامة للعمل الثقافي أفادتنا أن هذا الملتقى سيجوب عدة اقاليم بجهات البلاد ليستهدف كل منشّطي النوادي بدور الثقافة وبما ينصهر ضمن السعي إلى متابعة تنفيذ برنامج وزارة الشؤون الثقافية الخاص بتأهيل المؤسسات الثقافية العمومية لا من حيث البنية الاساسية والتجهيزات فقط بل من حيث تكوين وتأطير الفاعلين فيها من منشطي النوادي وبما يهدف كما أكّدت وزيرة الشؤون الثقافية الدكتورة حياة قطاط القرمازي في أكثر من مناسبة الى تأهيل الاطار التنشيطي لتمكينه من آليات تأثيث المؤسسات الثقافية العمومية ببرامج ثقافية هادفة توظف التكنولوجيات الرقمية الحديثة وتعزّز الوعي بأهمية الذكاء الاصطناعي ودور الثقافة الرقمية في تطوير مؤشرات التنمية الاقتصادية الوطنية خصوصا أن تطوير المضامين الثقافية لهذه المؤسسات والبحث عن سبل مختلفة لوضع نوعية جادة للطرح الثقافي والحوار الإبداعي من شأنها أن تساهم في استقطاب الاطفال والناشئة وبناء مجتمع مثقف ومتوازن.
- كاتب المقال: منصف كريمي
شارك رأيك