الأستاذة المحامية اسلام حمزة تكتب: “غدا 13 جويلية 2023 جلسة تاريخيّة لدائرة الإتهام ..

“و لأنّي أحترمكم .. لن أدّعي ثقة مزوّرة في القضاء .. أتمنّى أن أكون مخطئة .. لكنّ تدوينتي مبنيّة على قناعة شخصيّة .. تتمثّل في أنّ القرار غدا ليس قضائيّا بل سياسيّ صرف ..

“و إليكم حصّة علاج مجّانية لمساعدة السّلطة على مواجهة و مكاشفة بعض مخاوفها و تخطّيها ..

بعنوان سيّب المعتقلين و إيجي ما تخافيش ههه ..

ربّما سلطة القرار تخاف أن تطلق سراح المعتقلين .. فتخسر صفقة الرهائن دون أن تضمن الحد الأدنى من تفتوفة مالية قد تحصلها عند التّفاوض مع الدوائر المالية الخارجيّة .. الى جانب شوية ضمانات لدعم بقاءها .. فخطّة “اعطوني توة نخرجهم” لم تنجح .. دوائر القوى الأجنبية خباث و متمرّسين في صنعة التفاوض مع النّظم الاستبدادية و خطّتهم مراوغة عكسية .. من جهة الأوروبيين ماشين في “خرجهم توة نعطوك” .. و الامريكيين من جهتهم ما يلعبهم حد و خطتهم ..”خرجهم و بعد توة نتفاهموا” ..

ربّما سلطة القرار تخاف أن تطلق سراح المعتقلين .. فتسقط سرديتها التي بنت على أساسها كل ذرائع الفشل .. فإذا برّأت المتّهمين من التآمر على الرئيس ..و التآمر على الأمن الوطني.. و الأمن الغذائي ..و الأمن البيئي .. فكيف ستفسّر هذا الوضع الكارثي و على من ستُعلّق و ترمي بلاها ..

ربّما سلطة القرار تخاف أن تطلق سراح المعتقلين.. فتخسر تأييد أنصارها خصوصا معتنقي التشفّي و فيراج أضرب نحنا معاك .. حتما سيسوؤهم تحرير المُعارضين كيف لا و فيراج معارضة الإنقلاب سيسخر منهم و ينبّر عليهم .. فبعد أن ذاقوا لذّة التشفي في مباراة الذّهاب كيف سيتقبّلون انتصار الغرماء في مباراة الإياب.. أبالغ!!.. أبدا هي الحقيقة عارية و بالتّالي قد تصدم و تخدش مشاعر كل من بقي فيه بصيص من منطق و عقل ..

ربّما سلطة القرار تخاف من سلطة القرار الخلفيّة .. التي بدورها تخاف من سلط القرار ما وراء الخلفيّة .. أكيد هناك جزأ من عقل البعض من هذه السلط -المركّبة و المعقّدة المتكاملة و المتنافرة و الظاهرة و الباطنة- يُفضّل الإفراج عنهم و الخروج من مأزق و فضيحة قرار الزج بالمعارضين السياسيين عن بكرة أبيهم في السجون .. كما أن جزأ آخر منهم فيهم يناور بعقل مضطرب إستئصالي يدفع للمحرقة لأنه ما يتنعوش و يتنفنف و ميزاب الفلوس يبقى يشرشر كان عبر دموع و ربّما دماء جزء من التونسييّن .. فهمتوا حاجة؟ .. لا عليكم فالسّلطة نفسها قد لا تكون فاهمة و متمكّنة من مفاصل السّلطة ..

ربّما سلطة القرار أتفه من كل ذلك .. و تخاف أن تفرج عن المعتقلين .. فيخرجوا في النّاس أبطالا و زعماء مرفدين برمزيّة آلام السّجن و لواء الفداء !! .. و يفتقوها السلطة من بعضها .. فيسقطوا الانقلاب؟ههه .. لا موش لاك الدرجة .. يفتقوها في المنابر الاعلاميّة نقصد .. حتى أنّ البعض ذهب به الحد إلى التفاؤل بقرار قاضي التحقيق بمنع التّداول الاعلامي لقضايا التآمر .. بدعوى أنه قرار يبشّر بخبيّر زين .. كيفاش .. قالك لربّما هناك نية مبيّتة في الإفراج عن المعتقلين .. و إجراء المنع المقصود منه لا منع المحامين و لا الصحافيين إنّما منع المعتقلين أنفسهم من اعتلاء المنابر الإعلاميّة و التّداول في قضيتهم عندما يتم الإفراج عنهم .. بالتّالي السلطة ناوية تفرج عليهم و مذبيها من غير ما يعملولها حس ..

ربّما سلطة القرار .. خائفة و خايضة و الرؤية عندها ضبابية .. تنظر لنفسها في المرايا .. و منين تتلفت تلقى روحها هردتها .. على المستوى السّياسي الحقوقي الإقتصادي الإجتماعي الديبلوماسي .. مصايب .. تحب تخرج منها لكنها عاجزة .. فهي مستعدة لمواصلة طريق الحتف المحتوم و ليست قادرة على الرّجوع خطوة إلى الوراء .. رغم أنها في جزء منها مذبيها .. لكنها خشت الخلاء و صعبت عليها .. لذلك نراها منذ أيّام إشتد عليها الخناق فنقص عليها الأوكسيجين و بدأت تخض و تتصكك و تصعّد .. و يبدو أنها مواصلة و شادة طريق الواد .. و الثنية هذي بالذّات ساهلة و سالكة حيث سيتواصل مسلسل المؤامرات و الملفات و السماعات و الاستنطاقات و المحاكمات و الإعتقالات .. هذا طبعا بالتّوازي مع حتميّة الجوع و العطش والإفلاس و انهيار التوازنات و تواصل الأزمات و الإضطرابات ..

ربّما .. و ربّما .. و ربّما .. أيّتها السّلطة المحنونة .. حاسيين بيك .. إيجي ما تخافيش ههه .. سيّب المعتقلين .. و حلّ الثنيّة ..

أمّا أنتم .. فحرت معاكم .. تاكلوا في الدلاّع و مِستحلين دور الفرايجيّة و مستخسرين حتى تخرجوا في وقفة إحتجاجيّة .. تلحلحوا يرحمكم ربيّ .. حضوركم المكثّف المتحضّر السّلمي يغيّر و لو بعد حين .. هيئة الدّفاع داخل المحكمة و أنتم خارجها .. مظلّة و دبوزة ماء و كونوا حاضرين غدوة بمناسبة جلسة دائرة الاتهام بمحكمة الاستئناف في شارع 9 أفريل ..

تقولولي .. لواه تحبنا نساندوا تحت الشموس و نحن مقتنعون أن القرار جاهز .. كان عاملين حسبتهم على الإفراج .. بِينا أو بلاش سيفرجون عنهم .. و كان ناوين على إبقائهم في السّجون فلن يغيّر خروجنا شيء .. و زايد تشوشيطنا تحت “مُهل تشوي الوجوه “ههه .. كلامكم معقول .. لكن خروجكم بكثافة سيأثر قطعا في المُعادلة .. ربّما لن يكون ذلك بصفة حينيّة و مباشرة .. لكنّها مراكمة!! .. فمعركتنا لا تُكتسب بالضّربة القاضية و إنّما بمراكمة النّقاط!!..”.

  • المصدر: الحساب الخاص للأستاذة اسلام حمزة

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.