منذ الوهلة الأولى، الانطباعات حول عرض “المحفل” في افتتاح مهرجان قرطاج مساء أمس الجمعة 14 جويلية كانت جلها تصب في خانة السلبيات و تؤكد ان الاختيار لم يكن موفقا. قمنا بتجميع بعض الأراء المنشورة على صفحات التواصل الاجتماعي من قبل شعراء و أدباء و راقصين و صناع الفن في توتس بصفة عامة وهي كالآتي:
- رشدي بالقاسمي:
-“لن أتحدث عن مجالات ليست في اختصاصي كالتوزيع و الموسيقي و السينوغرافيا و الاخراج لعرض محمد الفاضل الجزيري، و سأكتفي بالحديث عن الرقص و الكوريغرافيا المكونة لهذا العرض الي الحق خيبت أملي رغم مجهود الراقصين الي نعرف أغلبهم و نعرف طاقتهم.
و لكن هذا ما لاحظته:
أجساد غائبة، مغيبة، خيالات يغيب عنها الوضوح!
حركات تغيب عنها التناسق !
كوريغرافيا فقيرة، قائمة على التكرار و الرتابة، تعكس الحدود الفكرية و الكوريغرافية للمسؤول عنها… تلك حدود الله !
غياب مخيف، للرمزيات التونسية و الحركية الشعبية – باش ما نقولش الرقص الشعبي، على خاطر ها التعبيرة تزعج عقول بعض النخبة من الفنانين و خاصة البورجوازيين منهم، و حضور للرقص الغربي…
أجساد متغربة، تزين في محفل م اللوطة…
كوريغرافيا، عرض هاوٍ، لا يرتقي!” - الأديب و الصحفي و الناقد مصطفي عطية: ” المحفل :
أو عندما يتمرغ “الفن ” في أوحال الرقص على ” طار بوفلس””. - الشاعر حاتم القيزاني: “بعد “المحفل”..اهوكة السنوات الجاية عندكم كان حيانا ربي :
-حفلولوجيا.. وحفالي وسنين دايمة..
نهبلوكم ابداع.. #ويوفى”. - الفاضل من الجزيري، ،، يعرفون من أين يؤكل الفخذ… و يوفى،
-أي.. أي.. أي… يا فاصل يا حزيري شيخنا بالبنادر و السناجق و البخور عجعاجي.. نحبو ندوخو… دوخنا يا معلم… بوزينك… و يوفى”. - الروائي حسونة المصباحي:
مشيت البارح لعرض “المحفل” للفاضل الجزيري. فكرة العرض كانت جيدة: أي ابراز الموروث الغنائي لجهات عديدة من البلاد مثل الكاف والسرس وسيدي بوزيد الخ بأصوات بعضها جاية من هذه المناطق والبعض الآخر من مغني الاوبرا في تونس ولكن هذا العرض كانت تنقصه العديد من الاشياء: أولا غابت فيه الرؤية الفنية فلم يكن هناك فكرة واضحة عما يريد ايصاله الجزيري كمشروع فني يتناول التراث. كان عبارة عن لوحات غير متناسقة لا على مستوى الغناء ولا الرقص ولا حتى السينوغرافيا. وكأنه مجرد استعراض للموروث الغنائي في حالته الاولى بدون معالجة او اي رؤية فنية. غاب ايضا البعد الجمالي على مستوى اختيار اللباس الذي لم يكن يمثل الجهات التي اتت منها الاغنيات ، واختيار اللوحات الكوريغرافية ( اعتقدنا احيانا كجمهور ان الراقصين تركوا لوحدهم ليختاروا رقصاتهم بدون تنسيق معين) . لم يكن هناك ايضا خيط رابط بين مختلف اللوحات ولا مواضيع بعينها des thèmes. وقع العرض احيانا في السهولة بوضع مجرد اغنيات للفن الشعبي تم عرضها كما هي من دون اية رؤية فنية وكأننا في حفل زفاف عادي في احدى جهات الجمهورية. بدا العرض فوضويا في بعض المواضع دون اي تنسيق بين من يوجدون على الركح والراقصين اسفل المسرح.
خسارة حقيقة كان يمكن ان يكون عرضا فرجويا جيدا لو تم العمل عليه أكثر واعطاء الوقت اللزم لوضع تصور فني له كعمل متكامل يحتفل بالتراث الغني للجهات التونسية.
أتمنى من الفاضل الجزيري وكل المشرفين على العرض أن يعيدوا النظر فيه ويقوموا بتطويره لان الموروث الغنائي التونسي يستحق أكثر من ذلك.
قرطاج #carthage2023″.
*الشاعر الجليدي العويني:
“دفاعا عن الجزيري
“في صيف 2019 التقيت بالفاضل الجزيري و اقترحت عليه ان ننجز عرض المحفل2 في مهرجان قرطاج 2020 احتفاء بمرور اربعين سنة على المحفل 1 العرض الناجح الذي عرض بمهرجان قرطاج في 1980..
اعجب بالفكرة و طلب مني تعريفه على الفنانين الممكن مشاركتهم .قمنا برحلة في سبتمبر 2019 رفقة الصديقين سمير بالحاج يحيى(كمقرر للجلسات ) وحسونة المصباحي ( كملحق صحفي)
ذهبنا الى القيروان وقفصة وتوزر وقبلي والحامة وصفاقس..
حيث عرفت الجزيري على عدد من ابرز الشعراء والغنايه هناك و اضفنا لهم اخرين دعوناهم الى العاصمة مثل المرحوم منذر الجبابلي( تاحروين) و المرحوم البرني الرابحي( حاجب العيون)….
بسبب الكورونا لم يقع عرض 2020 وتاجلت الفكرة الى ان برمجت هذا العام و بعد الاتفاق مع مهرجان قرطاج اعلمني الجزيري ان المبلغ المسند لا يمكن من تغطية تكلفة دعوة من زرناهم وسمعناهم و انه يقترح علي المساهمة بالحضور كشاعر وكمؤلف لعدد من اغاني العرض..
لم يكن ممكنا ان احضر في غياب أولئك الذين زرناهم وسمعناهم ووعدناهم. قررت الانسحاب واعلمت مدير مهرجان قرطاج بالمسالة فاكد لي ان الضغوطات المالية موجودة وعلينا البحث عن حل وسط ولو بدعوة البعض ممن اتصلنا بهم .لم يكن ممكنا الاستجابة لذلك الحل الوسط و قطعت من يومها علاقتي بالعرض حتى انهم لم يرسلوا لي ولو دعوة للحضور ضمن الجمهور ( مش مشكل).
اخذ العرض شكلا اخر بالعمل على اعادة توزيع اغان معروفة بطريقة جديدة حسبما قيل لي فيما بعد كاختيار فني وكاستجابة للضغوطات المالية والله اعلم”،
- الدكتور الشاعر علي الورتاني:
“جحا وصاتو أمّو على باب الدار. قلّع الباب وهزّو معاه!
فاضل الجزيري خلع دار التراث التونسي وعبث فيها ودمّرها ومشى وخلّاها خاربة”…. - رئاسة التحرير
شارك رأيك