في التدوينة التالية يواصل الكاتب طرح التساؤلات المشروعة حول مشروع الإتفاقية الاستراتيجية بين تونس و الإتحاد الأوروبي التي أمضيت في قرطاج الأحد الماضي و التي تتعلق أساسا بالحد من الهجرة غير النظامية من منظور المصالح الأوروبية الصرفة مع الإهمال شبه التام لمصالح التونسيين و المهاجرين.
بقلم عبد المجيد المسلمي
لماذا لم يشترط المفاوض التونسي عدم ترحيل التونسيين أو اقتصار الترحيل على الذين لم تتجاوز إقامتهم السنة الواحدة في أوروبا أو الاقتصار على بلدان بعينها و ليس كافة الدول الأوروبية؟
لماذا لم يشترط المفاوض التونسي تخفيف شروط الحصول على التأشيرة إلى أوروبا؟ مثلا إعفاء البالغين من العمر أكثر من 65 سنة، إعفاء الجامعيين و الأطباء و الإعلاميين و الإطارات العليا و غيرهم…
لماذا لم يشترط المفاوض التونسي التخفيض من المعلوم المالي لتقديم مطلب التأشيرة و استرجاع جزء من المبلغ عند عدم الحصول على التأشيرة؟
يبدو أن المفاوض التونسي لم يهتم سوى بعدم التنصيص على موضوع الحريات و الديمقراطية في الاتفاقية. فضمان مساندة الإتحاد الاوروبي للبقاء في الحكم مدى الحياة هو الهم الرئيسي للحكام العرب.
و من لا يروم صعود الجبال … يعش أبد الدهر بين الحفر.
طبيب و ناشط سياسي.
شارك رأيك