رحم الله رشيد صفر …
قليلا ما تجد في تونس شخصا مثله ، نظافة و صدقا و تفانيا فيما يوكل إليه من مهام …
لم يكن سهل المعاشرة لأنه يشترط في من يقربهم منه نفس الخصال …
كان دائما ناقدا ، لكن على حق و بكل لطف و احترام … ليس كمن اليوم يعتقدون انهم يملكون الحقيقة و ينشرون النور …
اذكر انه لما كلف بتمثيل تونس لدى الاتحاد الأوربي في بروكسل كان يطلعني بانتظام و انا وزير بأهم ما يحصل في الاتحاد الأوربي من جديد … و كانت لنا نفس التوجه من حيث ” الاخذ عن أوربا ” ( عبارة خير الدين التونسي ) الى ” التلاقي “مع أوربا أو ” اللحاق ” بها ” ( عبارة الدراسة تونس 2030 ) و ضرورة تعديل تونس على نسق اوربا من حيث الاصلاحات … فهو يأخذ مهامه بكل جد حبا لوطنه ، و يختلف في ذلك عن آخرين…
انه مثال للموظف السامي الوطني و مثال للسياسي الأصيل .
أخرج تونس من الازمة المالية الخانقة سنة 1986 و هو وزيرا اول … لما عين سيناتور في مجلس المستشارين سنة 2005 اقترح عديد الإصلاحات ، في الجباية و في غيرها …
دستوري حقيقي ، سار مسار ابيه الطاهر صفر احد شركاء بورقيبة في تاسيس الحزب الدستوري الجديد …ليس له اللقلقة و لا البلفطة و لا التكالب على المناصب…
قدم ما لديه لتونس في كل الأزمان و مع كل الرؤساء … لم يعمل لأشخاص و انما عمل لوطن …
رشيد صفر مثال و مدرسة … رحمه الله و طيب ثراه … عزائي لاسرته كاملة و للمهدية العزيزة و لكل التونسيين الذين يؤمنون بقيم العمل و النظافة و الوطنية …
ا. الصادق شعبان
21 جويلية 2023
شارك رأيك