الأستاذة المحامية دليلة بن مبارك مصدق تكتب، منهارة، عن الزيارة التي أدتها اليوم الجمعة 21 جويلية (الحرارة في الظل تتراوح بين 46 و 48 درجة) للقادة السياسيين المعتقلين و من بينهم شقيقها جوهر في سجن المرناقية لتكتشف ما حصل له و تكتشف معاملة السجانين للمرضى . في ما يلي ما روته في تدوينة نشرتها على حسابها الخاص بالفايسبوك:
“كان يوما حزينا…
اتلقى وانا في طريقي للمرناقية لزيارة جوهر وبقية المعتقلين خبر يحبط العزائم… اتحامل على نفسي وامسح بطرف كفي ما تناثر على وجهي من بقايا الدموع وعرق هذه الشمس اللعينة…
احمل نفسي بصعوبة… ادخل رواق الزيارة محاولة اخفاء حزني… ولكن كل جهودي باءت بالفشل لاحظ الجميع الحزن في عيني… وقالت لي الاستاذة هيفاء الشابي التي كانت صحبة عصام في مكتب الزيارة … لن تزوري وانتي هكذا “موش هذي الروح الحماسية اللي مستانسة دليلة تعطيها للاولاد”
وعدتها بانني ساحاول ان اتجاوز بسرعة، وفعلا حملت على نفسي واخفيت وجهي الحزين قدر ما استطعت وقمت بزيارة الجميع بالضحكة المعتادة ورويت كل ما في جرابي من اخبار واحوال…
الى ان اتى دور جوهر …
بعد البوسة المرصوصة والتعنيقة القوية سئلته عن احواله، كان لون وجهه متغير وكانت زرقة قاتمة تحيط بعينيه:
-سالته ما الخبر
-قالي تعبت البارح شعرت بالم حاد على مستوى صدري تنميل في يدى الاثنتين عدم قدرة على التنفس غثيان ثم اغمى على
-هزوك للصبيطار ؟ جابولك طبيب؟؟؟
- لا قعدت انوقز يجي ساعة ونصف ومع نصف الليل جاو هزوني للممرض حطلي الاكسيجين لمدة ساعتين تحسنت شوية رجعوني للبيت…
في تلك اللحظة كل المجهودات التي قمت بها لاخفى حزني تناثرت فجأة فوق جليز غرفة الزيارة …
ونسيت كل وعودي لنفسي بضبط النفس والتحلي بالصبر …”.
شارك رأيك