كان على تونس إلا تشارك في المؤتمر الدولي حول التنمية والهجرة الذي يقام حاليا في العاصمة الإيطالية روما أو على الأقل كان عليها أن تشارك بمستوى ديبلوماسي عادي (وزير الخارجية مثلا). لماذا كان على تونس عدم المشاركة بحضور لافت لرئيس الجمهورية قيس سعيد ؟
بقلم الدكتور عبد المجيد المسلمي
الأسباب في رأينا هي التالية:
هذه قمة من تنظيم حكومة إيطالية يمينية متطرفة تكن الحقد للمهاجرين و تمارس ضدهم ممارسات عنصرية. فماذا نترقب من مصلحة للمهاجرين من هذه الحكومة و خاصة للمهاجرين التونسيين في أوروبا؟
في هذه القمة ميزان قوى مختل لا يسمح بالدفاع عن مصالح إفريقيا و جنوب المتوسط: من جهة تجمع أوروبي يشمل 28 دولية و يشكل أكبر قوة اقتصادية عالمية و من جهة أخرى بلدان جنوب المتوسط و إفريقيا مشتتة و متنافرة تحكمها أنظمة مشكوك في مشروعيتها و تعيش أزمات اقتصادية و سياسية متعددة. فأي حلول ستنتج هذه القمة في ظل انخرام كامل لموازين القوى بين الطرفين ؟
اهداف ايطاليا و أوروبا معروفة للقاصي و الداني: ترحيل المهاجرين غير النظاميين و إغلاق حدودها ضد الهجرة بتحويل بلدان جنوب المتوسط الى حارس حدود لها مقابل فتات مالي. فما هي إجابات بلدان الجنوب إذا استثنينا الخطابات الطنانة الجوفاء التي لم تعد تقنع أحدا؟
أهداف أوروبا أوسع من ذلك كما جاء في اتفاقية 16 جوان مع تونس: استقطاب الكفاءات الى أوروبا، ترحيل اليد العاملة غير الكفؤة من أوروبا، استغلال الطاقة المتجددة من الجنوب و تصديرها الى اوروبا و كذلك الشان فيما يتعلق بالميادين الاقتصادية الأخرى…
هذه هي الأمبريالية لا فقط في أعلى مراحلها بل في أسوا تجلياتها عندما تتحول الى همجية.
طبيب و ناشط سياسي.
شارك رأيك