“دولة تهزم مربيها; سادتها الذين علموا الاجيال الحرف والكلمة والفكرة والتأليف والكتابة والنطق والكلام والمعرفة ; فتحوا هويتهم وشخصيتهم القاعدية وذاتيتهم; ولقنوهم معنى الوطن والاسلام والعروبة والتونسة والألسن واللغات والبيان والثقافات والارادة والحياة الكريمة والحق في الحرية والسمو لبلوغ أعلى المراتب; هي دولة لا خير في قادتها ولا أمل في اصلاح ذهنيتهم المعطوبة وما أصاب أفكارهم من انتكاسات وأمراض وباتالوجيات.
اي ردة قيمية واي زمن هذا الذي يحتفى فيه بهزيمة مرب يجهر مطلبا لتحسين وضع بائس من تسعة أشهر أو يزيد دون محاور أو مجيب.
من يعتقد أن الهزيمة- المؤامرة حيكت خيوطها لتطال نقابة المدرسين وحدها فهو واهم; فالهزيمة أريد بها كسر شوكة المربين والاعتداء على كبريائهم وطمس نضالاتهم ومحو تاريخهم المجيد ممن لا تاريخ له ولا نضال.
المربي في الدول المحترمة يعلو شامخا فوق حسابات المال والسياسة وكل مطالبه أوامر وليست مجرد مطالب.
ماذا سيكتب التاريخ عن هذا الجيل الحاكم سوى أنه هزم معلميه الذين علموه كيف يكون انسانا متوازنا عزيز النفس ممهدين له الطريق لتولي الحكم والدولة.
أي عار سيدونه التاريخ في سجلاته من وراء هزيمة المعلم- المربي وشتمه واهانته مهما كانت المسوغات والمبررات.
سيبقى المعلم سيد السادة من هم في الحكم وخارجه ومها علا شأنهم وارتفعت المناصب وتتطاوس أصحابها; وسينهض من رماده كطائر الفينيق; أما من “هزموه” و”أهانوه” ومارسوا كل صنوف الهرسلة والشماتة والتشفي في حقه; فلن يغسل عارهم الزمان مهما طال أو قصر.
شارك رأيك