اسمي Fati Dosso، إيفوارية من قرية تسمى Man في الوسط الغربي للكوت ديفوار.. عمري 30 سنة.. متزوجة من شاب من الكامرون يدعى Pato نتقاسم نفس الأحلام في الهروب من جحيم الفقر والحرب والمجاعة.. الهروب من حجيم الموت..
هجرنا عائلاتنا وأوطاننا وعبرنا الصحراء وصولا إلى ليبيا حيث مكثنا 5 سنوات فشلنا فيها في عبور المتوسط.. حينها أخذتنا رحلتنا صحبة إبنتنا Marie إلى تونس.. كانت بالنسبة لنا مجرد ارض عبور فتحولت لكابوس مرعب.. لا أدري كيف تطورت بنا الأحداث وحوّلتنا من مهاجرين باحثين عن الحياة لمجرمين مطاردين ومطرودين.. لا أفهم كيف تحوّلت بنا القصة من ضحايا الفقر والاستعمار والهيمنة الرأسمالية لمنفذي مخطط إستيطان كبير يهدف لافتكاك وطن آخر واستبدال شعب نتقاسم معه نفس المعاناة ونفش الأحلام في عبور البحار.. لا أعلم كيف وجدنا أنفسنا مجرّدين من كل ما نملك في قلب صحراء لا تنتهي دون ماء ولا طعام في طقس تبكون قسوته لو انقطع عندكم المكيّف لدقائق.. لا أدري كم لبثنا من يوم نقاوم قبل ان تنهار أجسادنا وتتحلّل جثثنا وتنتهي قصتنا في الهروب من الجحيم وإليه.. لم نكن نعلم أننا تركنا كل شيء لنحرم في النهاية حتى من موت رحيم.. رحلت من الكوت ديفوار Fati ولن أكون بعد اليوم انا وابنتي Marie سوى رقما في سجل الوفايات.. امّا زوجي Pato اختار القدر ان يجعله رقما ايضا لكن في سجلّ آخر، سجلّ المفقدوين.. وبالمناسبة سجلّكم يا توانسة يعجّ أيضا بآلاف الوفايات والمفقدوين في رحلات البحث عن الحياة لكن اغلبكم لا يتذكرون.. وداعا هنا تنتهي قصتي ورحلتي قبل وبين الصورتين رغم يقيني أن اغلبكم لا يهتمون..
شارك رأيك