ضيف آمنة الوزير الاثنين 31 جويلية في برنامج Le Midi C’est à Vous هو الدكتور الشاعر و الناقد الموسيقي علي الورتاني، صديق الجميع.
و من خلال مسيرته التي سردها على جزئين، حمل علي الورتاني معه المستمعين باللغة الفرنسية، الى عقود مضت مع فن آخر و عالم آخر و أحلام أخرى… الفن الراقي…
من هو علي الورتاني؟ تسأله مضيفته. هل هو الطبيب أو الشاعر أو الناقد الثقافي أو الكرونيكور أو ما هي الشخصية الأقرب التي يحبذ تقمصها، هنا يتململ الشاعر ثم يستدرك بصوت يدغدغ أذن السامعين و يقول: تبقى الأغنية هي الأقرب إليه. فالأغنية بالنسبة لشاعرنا هي التي تصل أكثر للجميع و تمس الجميع و الأقرب للتلقي، فإذا نجحت فستهدي السعادة للجميع.
أما بالنسبة لكتابة المقالات فهي، يقول الضيف، موجهة فقط لفئة ما و ككرونيكور في الراديو؟ يواصل الشاعر هناك مستمعون… نعم هناك مستمعون تعودوا بحضوره، بصوته الرخيم و بزاده الفني…
و عن بداياته، تحدث علي الورتاني عن عالم الحلم وهو ذاك التلميذ الذي كان يبدع في كتابة الحرف و كان معلمه السيد أحمد يعلق أشعاره و كتاباته على السبورة. معلمي او أبي الروحاني أحمد صابر- حل منذ عامين ضيفا في برنامج حاتم بن عمارة آنذاك في الاذاعة الوطنية- أكد لي أنه لازال يحتفظ حتى الساعة على البعض من كتاباتي. تغنيت انذاك بالوطن و الأم و العائلة…، وفق ما قاله…
و تواصل غرامه بالكتابة في سنوات المعهد ليتذكر من بين اساتذته عبد المجيد الشرفي… آنذاك، كان الشاعر الورتاني يراسل برنامج هواة الأدب في الاذاعة الوطنية مع أحمد اللغماني و هند عزوز… و فاز آنذاك بعدة جوائز حيث كانت قيمة الجائزة الاولى 30 دينار (ما يساوي اجر شهرين لوالدي انذاك) و الجائزة الثانية قيمتها 20 دينار…
و يواصل الشاعر وهو يحكي عن مدى احتكاكه بعالم الفن مستحضرا السيد شطا الذي جاء من مصر و أقام في تونس و لحن لفتحية خيري و الأغاني الدينية و اغاني الصباح و كان يختار بكل دقة ما سيبث في الاذاعة قبل حتى مد الكتابات الى لجنة الانتقاء…
- نبقى مع علي الورتاني ذاك الشاب أو الطغل الذي لم يشتد عوده بعد و الذي عاصر الكبار عبر أشعاره على غرار السيدة نعمة و الشادلي انور … و يتذكر أغنية من كلماته أدتها السيدة نعمة “العمر بين يديك”…و يواصل علي الورتاني وهو يتكلم عن تشبعه بالموازين في الشعر و عن قصيدة وضعها سنة 1967 في مكتب الضبط بالاذاعة الوطنية… الاغنية التي أدتها نعمة…
- ثم يغادر البلاد نحو ستراسبورغ الفرنسية بعد تحصله في 1969 على الباكالوريا… و كان من ضمن ال25 طالبا بعثتهم الدولة التونسية في عهد بورقيبة الذي كان يؤمن بتكوين الكفاءات في فرنسا او انجلترا….
هنا، في عالم الطب اين اعترض سبيله آنذاك المنصف المرزوقي رئيس الحمهورية سابقا و الذي كان يكبره ببعض السنوات… ترك علي الورتاني الشعر للسعراء و الكتابة للكتاب و انغمس في دراسة طب الأسنان و بعد 15 سنة يعود الى أرض الوطن.
و في الوطن، اكتفى ضيف آمنة الوزير بالحضور في العروض… و هنا، هنا يلتقي بلطفي بوشناق و الشادلي خماجة يقصد الشادلي أنور…
و عاد علي الورتاني ليتكلم عن اغنية نعمة من كلماته و التي تم تصنيفها من بين 100 في سجل الاغاني الخالدة…
و من جانب الكتابة حول أغاني المهرجانات، تذكر “سيد علي” كما يحب مناداته أصدقاؤه المقربون حفل نجاة الصغيرة التي ارادت الانطلاق مجددا من قرطاج بعد سنوات الاعتزال. فتذكر مقاله سنة 1999 الصادر في جريدة لابريس و اختار له عنوان “لا تكذبي” عنوان اغنية لنجاة كذلك وهي من كلمات نزار قباني. “كنت انتظر في نجاة أخرى، نجاة التي نعرفها…” يقول الورتاني. مضيفا ان نجاة الصغيرة اطلعت حينها على ما تمت كتابته عن حفلها و أجابت في حوار لها حول ما قيل عنها عبر كتابات علي الورتاني و جمال الهاني و خالد الطبربي و سعاد بن سليمان… و بعد سنتين، تعود نجاة الصغيرة في قرطاج سنة 2001 و وقع تكريمها و غنت كما تمنى الجميع، غنت نجاة الصغيرة و أبدعت… كما هي نجاة…
*مع رفيق دربه لطفي بوشناق، كانت له معه أغنية “صوفية”… يتذكر الشاعر المرهف الحس، “عندما توفيت والدة لطفي بوشناق على اثر سفرها الى باريس للتداوي… فكرت بعد ايام في أغنية لها خصيصا… كان يوم سبت، الساعة 11 صباحا، كلمت بالهاتف لطفي بوشناق فطلب مني تقديم القصيدة للتو و كان الامر كذاك… الأغنية أداها بوشناق في قرطاج في عرض عنوانه “بدون حدود”، اثثه 7 من كبار الموسيقيين في العالم، يتذكر الشاعر مضيفا ان تلك الاغنية كانت مع بداياته مع لطفي بوشناق الذي يريد الاشتغال على كل ما هز متعب و انساني… و عودته الفعلية للكتابة…. - نواصل في الجزء الثاني سرد تجارب علي الورتاني الغنية الأخرى و علاقاته مع زياد غرسة و أغنية “حبيت انغنياك غناية”.. و كل الاخرين…
شارك رأيك