كل التضامن و المساندة للمخابز “العصرية” الذين يدخلون اليوم الأثنين 7 أوت 2023 في تحركات احتجاجية بعد قرار منعهم من الحصول على الفارينة لصنع الخبز الذي اتخذه ديوان الحبوب.
بقلم عبد المجيد المسلمي
أود أن أشكرهم شخصيا لأنني منذ سنوات أشتري منهم الخبز يوميا في الصباح باكرا (نظرا لظروفي المهنية و العائلية) و لأنهم في طريقي (و ليس من باب الثراء) و هم في سوسة متواجدون في كل مكان و مفتوحون من الصباح الباكر الى المساء متأخرا و عملوا في فترات الكوفيد و الحجر الصحي و خدماتهم التي يؤمنها في أغلب الأوقات نساء محترمات.
سألت منذ فترة عن ارتفاع سعر خبزة “الباغيت” ب250 مليما فأجابوني بانه اتفاق بينهم و بين الدولة منذ فترة طويلة نظرا لأنهم لا يشترون الفارينة المدعمة على عكس المخابز المصنفة.
عدد المخابز العصرية يقارب 2000 مخبزة، من إنجاز مستثمرين خواص، مؤسسات صغرى، يوفرون ما يقارب 18000 موطن شغل مباشر (أي حوالي 50 ألف موطن شغل غير مباشر) لا يأخذون دعما من الدولة بل يدفعون الضرائب و الاشتراكات الاجتماعية و البلدية و غيرها.
تقرر الدولة فجأة حرمانهم من الفارينة التي هي المادة الأساسية لنشاطهم و منعهم من بيع الخبز. فهل فكرت الدولة في الأعباء المالية التي تتحملها هذه المؤسسات الصغرى و التي تتميز عموما بهشاشة أوضاعها المالية؟ و هل فكرت الدولة بمواطن الشغل؟ وهل فكرت الدولة بنا نحن المواطنين؟ فهل بأمكان المخابز المدعمة ان توفر الخبز لجميع المواطنين؟ و هل احتكار بيع الخبز من طرف واحد يخدم المستهلك؟
في كل الحالات فأن القرار الذي اتخذته الدولة لا يحل المشكل و الحل هو في الحوار بين جميع الأطراف لإيجاد حل لهذه المعضلة و المحافظة على مبدأي المنافسة و المساواة.
طبيب و ناشط سياسي.
شارك رأيك