استقبل ركح قصر الرباط بالمنستير عرض “point,tn” الذي قدمته جمعية “بالي المنستير” ضمن فعاليات الدورة الخمسين لمهرجان المنستير الدولي بحفاوة كبيرة، وتابعه جمهور كبير تفاعل مع العرض وأثنى عليه.
ولما يقرب من ساعة ونصف الساعة وبمشاركة 43 راقصا، عاش الجمهور أوقاتا جميلة مع 17 لوحة كوريغرافية قدمها المبدعون من أطفال وشباب.
“point,tn” عرضٌ فنّي راقص، جمع أنماطا من الرقص بين العصري والـ “جاز سوينغ” و”merengue” والـ “هيب هوب” والـ “Rock n’roll” والـ “illusion” والـ “mapping”.
عرضٌ يستعرض قصة سائحة شابة زارت تونس بهدف المغامرة والاكتشاف، ومن خلال سلسلة من اللوحات الكوريغرافية، سلط العرض الضوءَ على مختلف المواقف التي واجهتها السائحة الشابة، مع تثمين ثراء الحضارة التونسية وتنوعها.
ينطلق العرض مع وصول السائحة الشابة لبلد لا تعرفه، وبحركاتهم الرشيقة يثير الراقصون إعجابها بالمناظر الطبيعية الخلابة والأصوات الساحرة التي تزخر بها تونس.
ومع تقدم رحلتها، تلتقي الشابة بالسكان الذين استقبلوها بحفاوة كبيرة لنتبهر بطيبتهم حيث استقبلوها بـ “مشموم الياسمين”، ولتكتشف من خلالهم تقاليد البلاد التي تمثل إرث آلاف السنين.
وبلغة الجسد، استطاع الراقصون التعبير عن عديد العراقيل التي واجهتها السائحة والتي كانت أهمها العوائق الثقافية واللغوية، وتمكنوا من تصوير تلك الأحاسيس بحرفية عالية، مبيّنين التحدّيات التي عاشتها إزاء ذلك من خلال ما صنعته أجسادهم من لوحات بديعة.
ولم تقدم اللوحات الراقصة اللحظات الصعبة فقط في رحلة الشابة، بل على العكس تماما، سعى الراقصون لتجسيد المشاعر الجميلة التي عاشتها أثناء رحلتها، من خلال رقصات مفعمة بالسعادة أثناء لقاء الأصدقاء أو الاحتفالات الفنية التونسية الفريدة التي تجسّدت من خلال لغة الأجساد فوق الركح.
ليُختتم العرض/ الرحلة حين تعاين السائحة الشابة خصوصيات تونس وما يميّزها عن غيرها من البلدان، من خلال لوحة ختامية تداخلت فيها أنماط متعددة من الرقصات في رمزية واضحة عن تفتح بلادنا على جميع الحضارات والثقافات وتقبّلها للآخر.
وفي النهاية، سعى هذا العرض المُفعم بالحياة ليؤكد أنّ تونس أرض التسامح والمحبة، كما أبرز ما للفنون من قدرة على المساهمة في تقريب الشعوب وتضامنها من أجل عالم أفضل.
شارك رأيك