وافانا الشاعر التونسي سوف عبيد بأخر قصائده المعنونة “الساموراي الأخير”. نشكره على العناية و ننشر هذا النص لقراء الشعر الذين يشتكون أحيانا من غياب الشعر و الشعراء عن وسائل الإعلام التونسية وهم محقون في لومهم.
قَدْ يَحُزُّ السّيْفُ الصَّقيلُ غِمدَهُ
ــ أَدْخِلْهُ بلُطفٍ
الحِصَانُ إذا حَمْحَمَ
ــ لا تَلتفِتْ
الرّفيقُ هُو الطّريقُ
إذا دَبَّ البردُ إلى قدميْكَ
اِنهَضْ
أَسْرع ِالخُطَى
*
قبل الفجر
السّامُورَايُ قفز على حِصانِهُ ومَضَى
أخذَ العَتادَ والزّادَ
جَاوزَ النّهرَ
شَقَّ الجَبلَ
عَبَر البحرَ
قَطعَ البيداءْ
وأَثْخَنَ فِي الأعداءْ
*
عندمَا عادَ
عاد بالنّصر
عادَ
مَا فيه شِبرٌ إلّا وبهِ ضَربةُ سَيفٍ
أو طعنةُ رُمح
أو رَمْيةُ سَهْمٍ
عادَ
علّقوا على صدره كلّ الأوسمة
أقامُوا لهُ تِمثالا كبيرًا
في المَيدانِ
*
شَاخَ السّامُورَاي
التّمثالُ عَلاهُ الصّدِيدُ
أَتَى زَمانٌ
فَإذا البلادُ غيرُ البلادِ
كلُّ شَيءٍ صَار يُباعُ
في السوق السوداء
أو بالمزادِ
مِنَ الحليبِ والسّمادِ
حتى شَهائدِ العِلْمِ
والميلادِ
*
ضاق الحديدُ بالسّامُوراي يومًا
خَرج مِنْ تِمثَاله
شاهرًا سيفَه
شاكيًا رُمحَه
أوْقفَ حَركةَ المُرور فِي المَيدانِ
ظلّ يُنادي : هذا أنا … هذا أنا
البلادُ بلادِي
البلاد بلادي
باعُوها للأوغاد
*
لَمْ يَسْمَعْهُ أحدٌ
فقط
شُرطيُّ المُرور قَصَدهُ مُسرعًا
يصرُخُ في وجههِ
ــ اِرجعْ إلى مكانكَ
ــ ارجعْ إلى مكانكَ
شارك رأيك