في التدوينة التالية التي نشرها اليوم الأحد 27 أوت 2023 على حسابه الخاص بصفحات التواصل الاجتماعي بالفايسبوك، تساءل عدنان الشواشي، مطرب و ملحن، عن سوق الغناء الذي أصبح يعتمد لا على المضمون و المحتوى بل على الشكل و خطف الأنظار و تحريك الغرائز:
“أريد أن أفهم…. ما معنى أن تصبح الأغاني بدون معنى و لا قيمة و لا جدوى في سوق الغناء إن لم تكن مُصوَّرة أو ” مُكَيْلَبة ” بطريقة تخطف الأنظار و تحرّك الغرائز بذلك الوابل من المشاهد المُبهِرة الخلّابة السّاحرة من القصور الفاخرة و السّيّارات الفاهرة والحسنوات المتجمِّلة المُتَدلّعة “المُتَلَعْوِكَة” المُتغنِّجة !!!
ما معنى أن تُغلَّف الأصوات الناشزة و الألحان التّافهة والكلمات المارقة الهابطة بهذا الغطاء البصري الخلّاب النّاعم الجلّاب ؟!
ما معنى أن تستحوذ الأبصار على حقوق الأسماع ليُصبِح الغناء يُعيَّر بالعين المُجرّدة و يتحوّل ، بذلك ، المُغنّي العادي جدّا جدّا إلى نجمٍ معشوقٍ برّاق فتغزوا تفاهاته الغنائيّة الإذاعات و الفضائيات وتتخاطفه المنوّعات لتنال أسبقيّة إستضافته و فرصة محاورته كمُبدِعٍ خارق و منظِّر بارع في فنون المغاني و أسرار كسب النّجاحات…!!!!!
لست ضدّ الصّورة المصاحبة للصّوت ، فذلك أمر مطلوب في عالم المشاهدات ، و لكنّني أرفض أن تكون هذه الصّورة مجرّد وسيلة تمويه و إخفاءٍ للتّشوّهات السّمعية الصّارخة التي أصبحت اليوم هي القاعدة الأساسية والمِقياس الأوحد لتقييم الكفاءات و ترتيب الحناجر على سلّم الأصوات إلى درجة أنّنا أصبحنا نقدّر قيمة الأغاني و مستوى المغنّين والمغنّيات حسب عدد المشاهدات ” le nombre de vues ” !!!
دون اعتبار عدد الإستماعات ” le nombre d’écoutes” المقتنعة بسلامة و جمال ودقّة الأصوات و سلاسة و عذوبة الكلمات…
حتّى في مهرجاناتنا العريقة الكبرى أصبح الشّكل ، عموما ، أهمّ من المحتوى ، و الإخراج الرّكحي أهمّ من العزف والشِّعر والغناء !”.
شارك رأيك