ما يلاحظه يوميا أغلبية التونسيين و لا يقدرون على نقده أو حتى التعبير عنه لما في الموضوع من حساسية، كتبه، صراحة، الأستاذ و الفنان الملحن فتحي زغندة في التدوينة التالية التي نشرها ظهر اليوم الأحد 24 سبتمبر 2023 على حسابه الخاص بصفحات التواصل الاجتماعي بالفايسبوك :
“الأذان هو الإعلان عن موعد الصلاة والدعوة إلى القيام بها في وقتها، وهو علم: معرفة دقيقة بمخارج الحروف وفن: معرفة بالطبوع أو المقامات بالدراسة أو بالسليقة، صوت بلا نشاز خال من العيوب كالبحة المفرطة و”الخنة” مثلا ولنا في تونس مشائخ أصبحوا مراجع في ذلك ربما في مقدّمتهم علي البراق. العلم والفن لا يتوفّـران في أغلب من كلّفوا بالأذان في مساجدنا حتى أصبح كلّ موعد اعتداء على الأذواق والآذان التي تفرّق بين الجيّد والرديء. لماذا يصرّ هؤلاء على إزعاجنا 5 مرات في اليوم، هل لا يمكن استبدالهم بتسجيل صوتي أو اختيار من ينجح منهم في اختبار تفتحه وزارة الإشراف للغرض؟ ويبقى للمساجد أعوان يكلفون بالسهر على كل ما يينصل بها، خارج الأذان. . علما أن وزارة الإشراف قامت بمحاولة لتكوين المؤذنين لم يقبل عليها إلا عدد قليل منهم. فهل تبقى مهمّة الأذان داخلة، كعدد من المهمّـات، في المقولة “حمّم وجهك وولّي فحّام” أو “كعور واعط للأعور”؟ وهل حكم علينا أن نتحمل الرداءة يوميا؟”.
،،،،،،،،،،،
“المقرئ علي البراق (1899-1981)
وقت يقرب موعد شقان الفطر، تتلم أفراد العائلة على الطاولة وتسمع الأذان بصوت شيخ علي البراق الي يعتبر عميد ترتيل القرأن، هات نعرفوا حكايتوا.
تولدت شخصيتنا في مدينة القيروان وتحديدا في حومة الجامع، خلال عام 1899، وكان والده أحمد البراق حجام وفي نفس الوقت يمارس في الطب الرعواني.
على غرار بقية أقرانه، درس علي البراق القران ورغم اصابته بالعماء في سن ال15 الا انوا نجح باش يواصل دراسته واستطاع انو يحفظ القران عن ظهر قلب وفي نفس الوقت كان علي البراق يحضر بعض المجالس الصوفية للطرق القادرية والسلامية حتى انو أتقن صناعة الانشاد الصوفي، الشي الي خلاه بارع في هذا المجال وبذلك فاتت شهرته حدود القيروان ووصلت للعاصمة.
تحول علي البراق الى مدينة تونس على اثر دعوة تلقاها من طرف حمودة بوسن وغادي تواصل مع عدة شيوخ الصوفية وساهم هذا التلاقح في توسيع ثقافته وتولى كذلك الإشراف على صلاة التراويح بجامع يوسف صاحب الطابع بالحلفاوين.
علي البراق كان شاهد على تدشين إذاعة تونس في سنة 1938 وتعين كمقرئ بالاذاعة الى جانب عدة أسماء أخرى وهذا ما جعله من أوائل مرتلي القرأن الكريم بالإذاعة التونسية وخدم في نفس الوقت في فرقة سلامية. أما في الخمسينات، شارك علي البراق في فرقة عبد العزيز بن محمود الي كان من بين أعضائها السيد شطا ومحمد صريح ونجح من بعد في تكوين فرقة مع كل من محمد صريح وحميدة عجاج تحت اسم فرقة الشيوخ الثلاثة. قامت الإذاعة التونسية في الستينات بتسجيل تلاوة القران كاملا بصوت المقرئ علي البراق كما اعتمد صوته في الاذان نظرا لإتقانه لتلاوة وقواعد الانشاد.
علي البراق مسيرة طويلة حافلة بالإنجازات ونجاح تجاوز حدود الوطن ووصل حتى للمشرق وين لقى إعجاب كبير من طرف عدة شخصيات خاصة المصرية منها كيف أم كلثوم وطه حسين تمكن من تكوين جيل من المقرئيين الي باش ياخذوا عليه المشعل من بعد ومن أشهرهم إبنه محمد البراق. توفى علي البراق يوم 4 ديسمبر 1981 عن عمر ناهز 82 سنة ورغم وفاته الا ان صوته مازال حي من خلال الأذان وترتيلاته المسجلة للقران الكريم.، بقلم محمد أمين شوشان.
شارك رأيك