في قلب مدينة المرسى، مدينة الصفصاف الساحرة، الواقعة على ضفاف البحر الأبيض المتوسط، وعلى بعد حوالي 18 كلمتر شمال مدينة تونس العاصمة، يقع مركز الشيخ الفاضل بن عاشور للثقافة والفنون والتنوير الذي مثّل، في وقت سابق، فضاءًا رحبًا استقبل العديد من المعارض الفنية التشكيلية والفوتوغرافية واللقاءات الأدبية والفكرية والعروض المسرحية والموسيقية.
هذه المؤسسة العريقة، تحتلّ حيّزا جغرافيا مهمًّا وخصائص مميزة، جعلتها قبلة ثقافية لأهالي ضاحية المرسى ومتنفّسا للأحياء الشعبية المجاورة لها، وملهمة للفنّانين في مختلف القطاعات الثقافية.
في نوفمبر 2019، حوّلت وزارة الشؤون الثقافية هذا المركز إلى قطب ثقافي يجمع ثلاث هياكل كبرى، وهي مركز تونس للاستثمار الثقافي ومركز تونس الدولي للحضارات والمركز الدولي للثقافة والفنون قصر العبدلية، وهو معلم محاذي له، وذلك بهدف فتح المجال لتشريك مختلف الشرائح والأطياف الاجتماعية ولتمكينهم من حقّهم الطبيعي في ممارسة الفعل الثقافي.
وفي إطار حرص وزارة الشؤون الثقافية على ترغيب الشباب في الإقبال على المؤسسات الثقافية عملت على إيجاد آليات عمل جديدة لارساء صناعات ثقافية إبداعية تُبنى على الذكاء الاصطناعي وعلى القدرات الإنتاجية والإبداعية.
وخلال زيارة أدتها الى القطب الثقافي الطاهر بن عاشور بتاريخ 15 جوان 2023، دعت وزيرة الشؤون الثقافية الدكتورة حياة قطاط القرمازي إلى الإسراع ببعث مؤسسة قطب الابداع والفنون الرقمي “مكان: المكانة والتمكين” التابع لمركز تونس الدولي للاقتصاد الثقافي الرقمي، والذي تم تدشينه مطلع الأسبوع الجاري
وسيكون هذا القطب فضاءًا متميّزًا يسهم في تثمين المضامين الثقافية والتراثية عن طريق الصناعات الإبداعية باستعمال وسائل التكنولوجيا الرقمية وتشجيع الناشئة والمؤسسات على الاستثمار وذلك لاهمية دور الصناعات الثقافية والابداعية في جعل القطاع الثقافي مجالا حيويا لخلق مواطن الشغل.
وينقسم هذا القطب إلى جملة من المكونات تتمثل في معرض للتجارب الرقمية، موجود بالطابق الارضي، الذي يتكون بدوره من مقهًى للابداع الرقمي ومتحف ثقافي رقمي ومسرح الفنون الرقمية، فضلا عن معرض للتجارب الغامرة ومكان للناشئة والمواطنة.
ويتضمن هذا المولود الجديد “مكان”، فضاء يحمل اسم “مجتمع مكان”، بالطابق الاول، ويحتوي على قطب لتصاميم الخط العربي والتعريف بأنواعه وأشكاله المختلفة، واستوديو لتسجيل البودكاست موجّه للشّباب مجهّز بأحدث تقنيات الصوت والصورة لإبراز طاقاتهم الإبداعية في هذا المجال، إلى جانب فضاءات أخرى تتمثل في “Maken AI Art” و”Maken Design Lab” وMaken coworking.
أما في الطابق العلوي الثاني، فيحتوي على فضاء للمبادرة ومكتبة متنوعة وقاعة للاجتماعات.
قطب الابداع والفنون الرقمي بالمرسى سيكون خلية ثقافية مختلفة ومتنوعة وفرصة جديدة يبرز من خلالها أبناء الجهة طاقاتهم الفنية والإبداعية في الذكاء الاصطناعي وفي قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية الذي أضحى اليوم ركيزة مهمّة من ركائز التنمية الاقتصادية.
شارك رأيك