وفاة يوم أمس السبت الكاتبة اللبنانية الأصل ليلى بعلبكي عن عمر يناهز ال89 سنة (1934-2023) ترك حزنا كبيرا لدى صناع الثقافة و أهلها. و نشر الكاتب و الشاعر و الإعلامي جوزيف عيساوي ما يلي على صفحات التواصل الاجتماعي بالفايسبوك:
“في منزلها اللندني ببريطانياّ انطفأت امس الروائيّة اللبنانيّة ليلى بعلبكي صاحبة “انا احيا” (1958) التي ألهمت بجرأتها جيلاً من الكتّاب والكاتبات، ستّينات القرن الفائت وسبعيناته، ثم “الآلهة الممسوخة”، فمجموعتها القصصيّة “سفينة حنان الى القمر”.
ساءلت اعمال الكاتبة الشابّة موضوعات ما برحت حتى اليوم من “المحرّمات” كالله، الوحي، النبوءة، المعجزة، الجنس… وبسبب احدى قصص المجموعة الأخيرة احيلت الى التحقيق لدى شرطة الآداب (“مخفر حبيش”) وحوكمت العام 1964, وانقسم حول ادبها الكتّاب والبلد، وهاجمتها الهيئات النسائيّة، قبل ان “تبرّئها” المحكمة. للأسف ترافقت محاكمتها واهتزاز الوضع اللبنانيّ، فهزيمة ال67، وكان هذا، اضافة الى ظروف خاصّة على الأرجح،
ايذاناً بدفن موهبةٍ متمرّدة صنعت بسردها الذاتيّ لبطلة روايتها “انا احيا” نسقاً جديداً في الرواية العربيّة، حيّاً ومنحازاً الى صوت المرأة-الراوية في مجتمعات تقليديّة. نسق يطرح اسئلة الدين والتقاليد والأعراف بشجاعة ابنة ال28 عاماً (عملت مدّة في مجلس النواب، يوم كان مجلساً نيابيّاً) ولغة سلسة وطازجة. هاجرت بعلبكي عشيّة حرب العام 1975 الى لندن، تزوّجت وأنجبت، ولم ترجع الا لماماً. صوّرتُ معها لقاء سريعاً العام 2009 خلال توقيع طبعات جديدة من كتبها في بيروت، وبدت شاردة على مشارف زمن بعيد انقضى، او في زمن سعيد كان وما زال يبدو مستحيلاً. ترحل ابنة الجنوب ليلى بعلبكي وبلدها الأوّل مغمور بالخوف، والهوان، والخسارات تلو الخسارات. رغم ذلك اسمعها تقول بنقاء الحرّات، الثائرات، عنها وعنّا: انا احيا”.
شارك رأيك