كتب محسن مرزوق اليوم الاربعاء ما يلي حول الحدث المتداول طيلة الأيام الأخيرة بخصوص تصوير فيلم حنبعل و الذي أثار الجدل على صفحات التواصل الاجتماعي :
” أن يقع تصوير فيلم عن حنبعل ببطولة الفنان العالمي الكبير دنزل واشنطن هي فرصة هائلة لتسويق لصورة تونس وسياحتها وثقافتها…يجب المفروض استغلالها على أحسن وجه.
الباقي نقاش عقيم في أحسن الحالات وعنصري في أسوء الحالات و”محمّم” في كل الحالات”.
و يواصل مرزوق تحليله بما يلي:
“دنزل واشنطن الممثل الامريكي العظيم الحائز على الاوسكار سيقدم شخصية حنبعل في فيلم سينيمائي على منصة ناتفليكس.
المخرج سيكون الحائز على الاوسكار أيضا أنتوان فوكا وكاتب السيناريو جون لوقان الذي كتب مع ريدلي سكوت سيناريو الفيلم الشهير قلادياتور.
ماذا يكون المفروض رد التونسيين الطبيعي على مثل هذا الخبر؟
المفروض يعتبرون مثل هذا الفيلم فرصة نادرة لتونس للتعريف بها وبتاريخها وعملا تسويقيا جبارا يمكن ان يحقق طفرة هائلة لسياحتها.
المفروض ان تتحرك الدولة من خلال وزارة الثقافة والسياحة وتقترح ان يقع تصوير اجزاء من الفيلم في تونس حيث الاطار الطبيعي لتاريخ حنبعل او على الاقل تقع دعوة الممثل الكبير دنزل واشنطن لزيارة تونس بمناسبة الفيلم وان يقع التسويق للفيلم في ما تبقى من قرطاج وان نحاول الاتصال بكاتب السيناريو ونساعد بمعلومات تاريخية الخ الخ وان نستعد اول ما يبدا بث الفيلم باستعماله في حملة تسويق ضخمة لتونس لا يمكن لنا بامكانياتنا ابدا ان نقوم بها بدون فيلم بمثل ذلك الممثل العالمي.
لا افهم كيف تتحول مثل هذه الفرصة لجدال عقيم لا معنى له مقابل ما يمكن ان تجنيه بلادنا من فرص هائلة لهكذا تسويق بأسماء عالمية.
والبعض ممن يطلقون حملة لا معنى لها ألم يكن من الافضل او قاموا بحملة لكي نسمي شارعا رئيسيا واحدا في تونس باسم حنبعل؟ او ان نبني نصبا تاريخيا ضخما له؟ ماذا فعلنا لكي يقول الزائر لبلادنا هذه بلاد حنبعل علما ان من يعرف شخصية حنبعل في العالم هم اكثر ممن يعرفون تونس او بوجودها.
ماذا حصل للعقل التونسي؟ علاش هالمنطق العدمي والتميزير والسطحية؟
والاخرون الذين يتساءلون عن لون بشرة دنزل واشنطن وبغض النظر عن عنصرية المقاربة وعن ما يسمى مؤامرة المقاربة الافريقية، الخ…هل سيظنون ان ممثلا اشقرا وبعيون زرقاء كان سيمثل شخصية حنبعل افضل؟ حنبعل ترعرع تحت شمس تونس وكان أسمر البشرة…ومن منظور الفن لا يهم لون الممثل في علاقة بالشخصية الحقيقية…فالموضوع فني…ما المقصود؟: أسود اللون لا يمثل الا دور شخصية سوداء اللون؟ العنصريون فقط يطرحون مثل هذه المقاربات…
شيء مقرف ….كيف نحول فرصة عالمية ضخمة لمناسبة تزيد من “تحميم” صورتنا امام العالم؟
شارك رأيك