بهذه الكلمات، شكرت مساء اليوم في ساعة متأخرة من الليلة الفاصلة بين الجمعة و السبت 2 ديسمبر 2023، زهرة لجنف وهي شبه عاحزة حتى عن ايجاد الحروف لتنسقها و تبلغ ما شعرت به:
“يا إلاهي .. أعنني .. ماذا سأقول وكيف أقول أربكتني وأبكيتني وأخجلتني وأفزعتني وكل المشاعر معا وفي نفس الوقت .. كيف جمعتها عندي في نفس الوقت ؟؟!!؟!؟!؟ شكرا على هذا التاج المرصع بالدرر الفريدة أيها الكينغ العظيم … شكرا واحتراما وإجلالا لكل وهج خرج مع حروفك .. دمت فخرنا وعزوتنا أيها المحلق فوق الروعة وفوق كل مقاييس الفن والإبداع … أرجو من الله أن يسعد قلبك مثلما تفعل أرجو منه أن يحميك دائما ويقيك كل الشرور كل يوم وكل عام .. بارك الله فيك”.
و في ما يلي ما نشره كمال العيادي:
“…. الفنّانة زهرة لجنف Zohra Lajnef: هيّ من أحبّ الأصوات المُتمرّدة إلى قلبي. وهي صديقة عزيزة منذ سنوات عديدة. في صوتها نداءات العناصر الأولى والبنابيع الملهمة: غضبة الجبل حين يلوّح بالصّخور صوب السّفح. هدير السّيُول تهبط من أعلى الجبل منحدرة. وهاد الشّجن وحرقة مُضّاعة الكبد حين يشويه الفراق… خطو العاشق المشتاق… المُرّ في التّرياق…العسل دونه مشقة الوصول إليه و كلّ المملكة فدائيّون يذودون عنه بالأرواح. في صوتها ذبيح يشتكي أخيه. ونشيج أمّ ثكلى. في صوتها رجع الصدى في أعمق أعماق مختبىء النّفس حين يحرّكها وتر النّور فيعزفها على نغم ترتجّ له الملائكة وتستعطف الله أن يقبل منّا القربان. في صوتها الإنسان. حنين الجرف لمقاسم الحرف. البكاء من دون صوت. صوتها صوت الصوت الذي لا يُعبّر عنه صوت… هيّ الصوت الصّادح المكتوم هيّ شفرة المبهم والنوى والبلل والارتواء والندى والريق والذوبان والتدفّق…صوتها لا يشبه إلاّ صوتها. وهي عندي رتق لفتق مهين في مُدوّنة الغناء التونسي، ولولا الشيخ العفريت بصوته الأرعن الشجيّ . ولولا الطاهر غرسة بصوته الأخنّ النّجيّ. ولولا صليحة، بصوتها المسكوب الحالم المُهان الطّري. ولولا السيّدة عُليّة بصوتها المستشرق النّديّ. ولولا الأسطورة ذكرى محمد بصوتها الموصول مباشرة بعين السّماء. لولا هؤلاء، لقلتُ أنّ تونس لم تنجب من الأصوات غير زهيرة لجنف، أو تكاد…. ومع ذلك، لم أخصّها يوما ببورتريه ابداعي، وانا الذي كتبت حتى عن دود الخراء ومن لا اصل له من حثالة الساحة الثقافيّة والابداعيّة…. لذلك أقبّل جبينها معتذرا… قبل نهاية العام…. وأدعوكم لسماعها… ادخلو امعاء عمّكم غوغل…. واكتبوا: الفنّانة (زهرة لجنف)… ووعدا أنّكم ستفهمون ما تقرؤون الآن وتوافقون عليه باجماع أنقاكم…. وما أكثر من أرى من الأنقياء بينكم. ولكنّ أكثركم من الغافلين…. فعليكم سلام إلى يوم الدّين ونداء ربّ العالمين….”.
(كمال العيادي الكينغ)
02-12-2023.
شارك رأيك