خسارة الترجي التونسي في بطولة الأندية الإفريقية الجمعة الفائت (1-3) أمام الهلال السوداني في ملعب دار السلام بتنزانيا والتي تلتها أمس السبت خسارة النجم الساحلي أمام بترو أتليتيكو لواندا (0-2) و في ملعب المنزه بالذات و أمام جماهيره… إنما هما نتيجتان منتظرتان لفرق كرة القدم التونسية و لعل القادم أسوء لو…
بقلم مرتجى محجوب
القادم سيكون حتما أسوء ما لم نراجع أنفسنا و نتدارك أمرنا. فكرة القدم، مثلها مثل سائر الرياضات و القطاعات، تخضع لمقاييس علمية و تكوينية و قانونية و ليست بأي حال من الأحوال قرارات رعوانية أو خاضعة للصدفة.
كرة القدم و بكل بساطة هي إطار تشريعي هاوي أو محترف و ليس بين بين و هي تأطير للشباب منذ الصغر بلا محسوبية و لا محاباة و على أيدي كبار المدربين المكونين و الحائزين على أرفع الشهائد العلمية و هي روح رياضية و نزاهة تحكيمية و قبول بالخسارة تماما مثل الربح وهي انضباط و نمط حياة داخل الملعب و خارجه وهي التفاف جماهيري في كل الأحوال و الأوضاع وهي استقرار إداري و فني وهي… وهي… وهي …
أين نحن من كل هذا ؟!
نحن، و بلا مبالغة، نفعل العكس تماما، بل نحو أسود متى واجهنا بعضنا البعض و نعام في مواجهاتنا الخارجية، حتى لا تكاد تجد لاعبا محليا في منتخبنا الوطني، وهي نتيجة طبيعية عن تدني مستوى اللعبة الشعبية عندنا.
نحن مهتمون بالصراعات القانونية و بألعاب الكواليس و التسمسير و البيع و الشراء و الظهور الاعلامي و تحاليل المتطفلين حتى تكاد تشك أنك تواكب برنامجا قانونيا أو سياسيا و ليس برنامجا رياضيا…
في الخلاصة، تاهت كرة القدم عندنا وسط زحام الفوضى و الحسابات الضيقة حتى نفرها العديد من عشاقها و أصبحنا ننتظر الخيبات و الهزائم في كل لحظة و حين.
أما أن نراجع أنفسنا انطلاقا من الجامعة و الوزارة و الأندية و سائر الهياكل المتداخلة من أجل تأسيس جديد يقوم على النظام و العلم و العدل و النزاهة و المساواة بين الجميع و كذلك على انضباط اللاعبين و الجماهير و التصدي لكل مظاهر الكراهية و التفرقة بين أبناء الوطن الواحد، أو نحن و بلا أدنى تشاؤم سائرون نحو تقهقر لم تشهده كرتنا التونسية منذ عقود. و لعل علامات هذا التقهقر باتت باينة للخاص و العام من خلال النتائج الأخيرة لفرقنا التي لم تعد مهابة في القارة السمراء حيث صارت لقمة سائغة للفرق المنافسة.
شارك رأيك