في عالم اليوم، أصبحت الألعاب الإلكترونية جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. فهي ليست مجرد وسيلة للترفيه، بل أصبحت أيضًا صناعة ضخمة ذات تأثير اقتصادي كبير. في تونس، تحظى الألعاب الإلكترونية بشعبية متزايدة، حيث يشارك فيها ملايين المستخدمين من جميع الأعمار.
وفقًا لأحدث الإحصائيات، فإن أكثر من 50% من السكان التونسيين يلعبون الألعاب الإلكترونية. ويتوقع أن ينمو هذا الرقم إلى أكثر من 60% بحلول عام 2025. تشير بعض الإحصائيات إلى أن عدد مستخدمي الألعاب الإلكترونية في تونس قد يصل 1.6 مليون مستخدم بحلول عام 2028.
شعبية الألعاب الإلكترونية في تونس
يرجع هذا النمو إلى عدة عوامل، منها انتشار الإنترنت وأجهزة الألعاب الإلكترونية، وزيادة الاهتمام بالألعاب الإلكترونية في الثقافة التونسية. وتشمل أنواع الألعاب الإلكترونية الأكثر شعبية في تونس ألعاب الفيديو، وألعاب الهاتف المحمول، وألعاب الطاولة. تشير الأرقام أيضًا إلى أن أكبر قطاع في السوق في تونس هو ألعاب الهاتف المحمول بحجم سوق يبلغ 56,60 مليون دولار أمريكي في عام 2023.
فالعديد من اللاعبين في تونس يفضلون اللعب عبر الهاتف الجوال نظرًا لسهولة الوصول وتوافر الهاتف الذكي مع اللاعبين أثناء التنقل. يتوفر أيضًا العديد من مواقع الألعاب الإلكترونية على الهاتف الجوال والكمبيوتر والتي تتيح للاعبين اللعب بشكل فوري بدون تحميل ومن أكثرها شعبية لدى اللاعبين العرب هي مواقع كازينو اون لاين عربي حيث يمكن للاعبين الترفيه عبر العاب الكازينو بأنواعها المختلفة مثل العاب الروليت والبلاك جاك والباكارات والسلوتس وغيرها الكثير.
توفر هذه النوعية من الألعاب ميزة الحصول على جوائز نقدية عند الفوز في اللعب، ويحصل اللاعبين على مكافآت للتشجيع على اللعب والترفيه، كما يتوفر خدمات تسهيل المعاملات المالية والدعم الفني وما إلى ذلك.
هناك بعض الشركات المحلية التونسية التي تعمل في مجال صناعة الألعاب الإلكترونية حيث تقوم بتقديم ألعاب عربية تتماشى مع ثقافة اللاعبين المحليين وفي الدول العربية الأخرى. إلى جانب ذلك، يحرص اللاعبين في تونس على قضاء ساعات من اللعب على مدار الأسبوع، ويميل اللاعبين إلى الترفيه عبر هذه الألعاب كوسيلة سهلة وفي متناول الأيدي عبر الهواتف الذكية مما يؤكد على شعبية هذه الألعاب وكونها مصدر حقيقي للنمو الاقتصادي في تونس.
تأثير الألعاب الإلكترونية على الاقتصاد التونسي
لدى الألعاب الإلكترونية تأثير إيجابي على الاقتصاد المحلي للدول العربية، وتؤكد الكثير من التقارير العالمية أن صناعة الألعاب الإلكترونية تحظى بمستقبل واعد في منطقة دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. لهذا السبب تخوض الكثير من الدول العربية سباقًا شرسًا في هذه الصناعة الحديثة لما لها عوائد جمّة على الاقتصاد المحلي، وتحتل السعودية ومصر والإمارات والكويت مراكز متقدمة في هذا السباق.
تهتم تونس أيضًا بصناعة الألعاب الإلكترونية، وتحظى بقطاع خاص واعد يتخذ من هذه الصناعات الحديثة فرصًا للنمو الاقتصادي حيث أن هناك بعض الشركات التونسية التي تعمل في صناعة الألعاب ونجحت في الوصول للعالمية.
بالنسبة للأرقام، يشر موقع ستاتيستا statista الشهير إلى أن حجم إيرادات صناعة الألعاب الإلكترونية في تونس وصلت 94.46 مليون دولار مع نهاية 2023، ومن المتوقع أن يشهد سوق الألعاب الإلكترونية في تونس معدل نمو سنوي بمعدل 7.36%. وفقًا لهذا المعدل، فقد تصل حجم إيرادات الصناعة في عام 2028 ما يصل إلى 134.7 مليون دولار.
خلق فرص عمل
تتطلب صناعة الألعاب الإلكترونية عددًا كبيرًا من العمال المهرة في مجالات مختلفة، مثل البرمجة، والتصميم، والتسويق. ومن المتوقع أن تخلق هذه الصناعة أكثر من 10,000 فرصة عمل في تونس بحلول عام 2025.
زيادة الإيرادات الحكومية
تساهم صناعة الألعاب الإلكترونية في الإيرادات الحكومية من خلال الضرائب المفروضة على المبيعات، ورسوم التراخيص، ورسوم الاستيراد. وفي عام 2022، ساهمت صناعة الألعاب الإلكترونية في تونس بأكثر من 100 مليون دولار في الإيرادات الحكومية.
تعزيز الصادرات
تقوم بعض الشركات التونسية بتطوير ونشر ألعابها الإلكترونية في الأسواق الدولية. وقد نجحت بعض هذه الشركات في تحقيق نجاح كبير في الأسواق العالمية، مما ساهم في تعزيز الصادرات التونسية.
التحديات والتوصيات
على الرغم من النمو السريع لصناعة الألعاب الإلكترونية في تونس، إلا أنها تواجه بعض التحديات، منها:
- الحاجة إلى تطوير المهارات والإبداع: تحتاج صناعة الألعاب الإلكترونية إلى عمال مهرة في مجالات مختلفة، مثل البرمجة، والتصميم، والتسويق. ومع ذلك، فإن التعليم في تونس لا يركز بشكل كافٍ على هذه المجالات.
- حاجة الشركات التونسية للوصول إلى الأسواق الدولية: تواجه الشركات التونسية صعوبة في الوصول إلى الأسواق الدولية، حيث تسيطر شركات الألعاب الإلكترونية العالمية على معظم السوق.
بناءً على ما سبق، يمكن تقديم التوصيات التالية للحكومة التونسية من أجل دعم صناعة الألعاب الإلكترونية ومن أهمها توفير الحوافز الضريبية لشركات الألعاب الإلكترونية التونسية، تمويل الأبحاث والتطوير في مجال الألعاب الإلكترونية، وإقامة شراكات مع شركات الألعاب الإلكترونية العالمية.
من خلال تنفيذ هذه التوصيات، يمكن للحكومة التونسية أن تساهم في نمو صناعة الألعاب الإلكترونية، وخلق فرص عمل جديدة، وتعزيز الصادرات التونسية.
تمتلك صناعة الألعاب الإلكترونية في تونس فرصة كبيرة للنمو والازدهار. ومع ذلك، فإنها تحتاج إلى مواجهة التحديات التي تواجهها من أجل تحقيق هذا النمو. يمكن للحكومة التونسية دعم صناعة الألعاب الإلكترونية من خلال توفير الحوافز الضريبية، وتمويل الأبحاث والتطوير، وإقامة الشراكات مع شركات الألعاب الإلكترونية العالمية.
شارك رأيك