تميّز خطاب الشيخ العفاس بالتطرف والغلو ونشر الأفكار والأقاويل الزائفة والانحياز إلى فكر حركة النهضة ثم إلى فكر زملائه في ما سمى بائتلاف الكرامة وهو مجرد فرع من فروع الحركة المكلف بتمرير الخطاب التكفيري العنيف مكان الخطاب الملطف الذي اضطرت الحركة إلى انتهاجه منذ أن واجهت حائط المعارضة المدنية لخطابها التكفيري خاصة بعد اغتيال الشهيد شكري بلعيد.
بقلم أحمد الحباسى
الشيخ راشد الغنوشي، الشيخ محمد العفاس، الشيخ رضا الجوادي، الشيخ حسين العبيدي، الشيخ سيف الدين بلحسين المكنى أبو عياض و كل شيوخ الفتنة و القتل و الغالبية العظمى من قيادات حركة النهضة و بعض الذين كانوا معهم وانسلخوا عنهم في الظاهر مثل بعض الرموز المشبوهة فى حزب التحرير و تنظيم أنصار الشريعة هل يمكن اعتبارهم من الدارسين للإسلام و الحريصين على تطبيق تعاليمه بمنتهى الأمانة و الدقة و حسن النية أم أنهم من زمرة عمائم الشر التي احتلت المساجد و المنابر الإعلامية منذ فترة ليست بالقصيرة و باتوا وجهة بعض المشتتة أفكارهم و الذين فقدوا الأمل في الدولة و في كل ما يرشح منها من وعود و مخططات وتصريحات.
لا أدرى لماذا يتكلم هؤلاء الشيوخ بلغة المالك الحصرى والمتمكن الوحيد والمنفذ الأوحد لتعاليم الإسلام ولماذا يصرّ هؤلاء أنهم يملكون وحدهم الحقيقة ومن يعارضهم هو زنديق وفاسد يستحق الجلد ولما لا الموت؟ لماذا يصر هؤلاء الخوارج على إنكار حقيقة بيّنة تقول أن هذا الدين قد نزل بلغة عربية حتى يتسنّى للجميع فهمه من غير تفسير ولا حاجة لشيخ يترجمه حسب مزاجه و ميوله وأهدافه.
شيوخ الفتنة
فى الواقع هناك أسئلة مهمة يجب أن تطرح وهناك حقائق مذهلة يجب أن نكشفها وهناك خطر زاحف يجب أن نتوقف بعض الشيء لمحاولة صدّه، من هذه الأسئلة ما يتعلق بسبب انتماء كثير من المثقفين ورجال الدين والساسة وكبار رجال الدولة والمؤسسة الأمنية والتعليم والقضاء وغيرهم إلى هذه التيارات المشبوهة ولماذا يصر هؤلاء على الاستماع إلى خطبهم في المساجد وإتباع ما يأمروهم به من تنفيذ عمليات إرهابية انتحارية ولماذا يصدق هؤلاء وعود شيوخ الظلام والفتنة بأن تنفيذهم لعمليات تفجير المؤسسات واستهداف المدنيين والعسكريين هو أسلك طريق آمن إلى الجنة مع أن كل الآيات والأحاديث النبوية والكتب السماوية تنفى هذه الترّهات والأراجيف والأكاذيب؟ لماذا يستمع ويهتم البعض اهتماما غير مسبوق بخطاب بعض الشيوخ الذين يتحدثون عن رضاعة الكبير والعلاج بالبول وأهمية النقاب وكراهية تقصير الجلباب؟ لماذا ينصاع البعض صاغرين كالأطفال إلى خطاب التكفير وغسل الأدمغة والحث على التشدد والقتل والإرهاب وتمجيد جهاد النكاح وجهاد استباحة قتل المسلمين على الهوية؟
من الحقائق المذهلة اعتماد شيوخ الفتنة مثل الشيخ محمد العفاس خطابا تضليليا منافقا يؤكد خبث فكر الإخوان فحين يقول هذا الشيخ على صفحته في الفيسبوك أن المقاطعة المطلوبة نصرة للحق الفلسطيني ليست فقط للسلع بل يجب أن تشمل المنظمات والجمعيات والنوادي الماسونية المتسترة بالثقافة والأعمال الخيرية وحقوق الإنسان وغير ذلك مما وصفها خبثا بعناوين التجارة الفكرية والإيديولوجية التي تقصف العقول وتدمر الفرد والمجتمع فمن حق المتابع الحصيف أن يستحضر القول الشائع “أسمع كلامك أصدقك أشوف أمورك استعجب” لأن الجميع يعلمون أن هذا الشيخ وأمثاله في حركة الإخوان هم أولى المطبعين مع الأعداء ومع دكاكين السفارات الأجنبية المتآمرة ومنظمات المجتمع المدني التي تمولها المخابرات الغربية إلا ما ندر و حين نتذكر خطاب الشيخ راشد الغنوشي أمام منظمة “الأيباك” الصهيونية و تعهده بحماية أمن إسرائيل ندرك هشاشة و لؤم خطاب الشيخ محمد العفاس.
من الحقائق أيضا أن الشيخ محمد العفاس هو أحد الذين التحقوا بحلقات تحفيظ القرآن الكريم التابعة لجمعية المحافظة على القرآن الكريم والأخلاق الفاضلة بمدينة صفاقس، من الذين أمّوا المصلّين منذ سنة 2016 في عدد من مساجد ولاية صفاقس وصعد على المنبر خلال سنة 2018.
الشيخ العفاس نموذجا
بطبيعة الحال تميّز خطاب الشيخ العفاس بالتطرف والغلو ونشر الأفكار والأقاويل الزائفة والانحياز إلى فكر حركة النهضة ثم إلى فكر زملائه في ما سمى بائتلاف الكرامة وهو مجرد فرع من فروع الحركة المكلف بتمرير الخطاب التكفيري العنيف مكان الخطاب الملطف الذي اضطرت الحركة إلى انتهاجه منذ أن واجهت حائط المعارضة المدنية لخطابها التكفيري خاصة بعد اغتيال الشهيد شكري بلعيد.
بطبيعة الحال لم يستنكر الرجل اغتيال هذا الأخير ولا اغتيال الشهيد محمد البراهمي ولا من سبقهما أو تبعهما من رجال المؤسستين الأمنية و العسكرية ولم يتطرق إلى هذه الجرائم البشعة في خطبه بالمنابر ولا بمجالسه الخاصة و العامة والسؤال لماذا لا يزال البعض يستمع إلى هذا المنافق؟.
يقول الشيخ محمد العفاس، لا فضّ فوه، أنه عندما يرى قيمة القوة بكل أبعادها في الصراعات العالمية يشتد ألمه و غضبه على من وصفهم “بالمتمشيخين” الذين يتهمهم بكونهم من ضيّعوا الأمة بالركون إلى الظالمين وإغراقها في الشعوذات والعصبيات المقيتة. يقول الشيخ العفاس هذا القول بمناسبة ما يحدث في غزة الشهيدة من قتل و دمار ناسبا لمن استشيخوا دون أن يذكرهم بالإسم من فرط الجبن وقلة الضمير كامل المسؤولية والحال أن المتابعين مدركين أن مثله وأمثاله هم سبب بلية الأمة العربية وما حدث فى سوريا والعراق ولبنان وليبيا وكثير من الدول العربية و الغربية دليل فاضح على إجرام الإخوان و إتباعهم سبيل الإرهاب و التكفير خدمة لأجندات دولية أجنبية أضمرت الشرّ للإسلام و للأمة العربية على حدّ سواء.
ربما يريد الشيخ العفاس من ذاكرتنا المنهكة أن تنسى تلك الجمل “البديعة” التي زيّن بها الرئيس الراحل محمد مرسي خطابه إلى أحد أكبر القتلة الصهاينة في التاريخ حين كتب “عزيزي شمعون بيريز، كم أتطلع إلى مقابلتكم و زيارة إسرائيل”. مع ذلك أتساءل لماذا لا يزال البعض متشبثين بتلابيب هؤلاء المنافقين وأصحاب خطاب الفتنة والتكفي؟
كاتب و ناشط سياسي.
شارك رأيك