أسبوع من المسرح والفرجة ومن الطاقات الشابة التي أثبتت موهبتها وحبها للفن الرابع وللركح، هو أسبوع استمتع خلاله جمهور الدورة الرابعة لملتقى مسرح الهواية بمسرحيات متنوعة المضمون والتقنيات والمدارس.
شباب مسكون بحب المسرح تحول من نابل والقيروان وجربة وتالة القصرين والتياترو تونس وحل ضيفا على مدينة الثقافة الشاذلي القليبي وعلى مسرح أوبرا تونس وتحديدا قطب المسرح والفنون الركحية ليثبت أن مسرح الهواية هو البداية والمنطلق لهواية المسرح .
جمهور غفير جدا غصت به قاعة المبدعين الشبان، يوم الأحد 14 جانفي 2024، في اختتام فعاليات الدورة الرابعة لملتقى مسرح الهواية بعرض “القلب مسكون” انتاج التياترو
والتياترو ستديو 2023 نص وإخراج وليد العيادي بمساعدة يسري عموري تمثيل كل من بولبابة هذلي ومحمد الطاهر منديلي ولمين حمزاوي وأمينة بديري وسليمة عياري وسيرين بن يحيى وسهير مزيو وفاطمة صفر واسكندر براهم وسفيان بوعجيلة وهالة بن صالح وخولة الدالي.
عائلتان متجاورتان بحي “ترجمة” من اقليم الحصحصية وهو أكبر حي شعبي بشمال افريقيا ينقطع عنهما الكهرباء في ليلة شتوية ممطرة، يحاول أفراد عائلة محسن الفياش وعائلة المنصف ايجاد متطوع فيهم للصعود وتفقد سطح المنزل، في الأثناء نتعرف على أفراد العائلتين حيث تتكون عائلة محسن الفياش من الشاب عادل المضطرب نفسيا ونجمة الفتاة الساذجة وزهرة الفتاة الطائشة وقمرة المرأة التي تتلخص أحلامها في الزواج، أما عائلة المنصف فنكتشف فيها شخصية الشاب المستهتر باديس والخادمة سوار والزوجة زبيدة ومنال .
على سطح المنزل تظهر لأفراد العائلة امرأة غريبة لا هوية لها يعتقدون أنها جنيّة
بتصاعد الأحداث نكتشف من خلال شخصية الجنية كمّ الفوضى و التناقضات التي تعمّ هذا الوسط الشعبي.
تتنافس العائلات على الظفر بمزايا هذا الكائن وقدراته المزعومة سعيا منها للفوز بالانتخابات .
تتتصاعد الأحداث وتتشابك المواقف وسط جوّ مشحون يشوبه النزاع و الصراع المحموم.
“القلب مسكون” كوميديا ساخرة تنقد من خلالها الشخصيات الأوضاع السياسية والاجتماعية، حيث تنتقل من الخاص الى العام بطريقة كاريكاتورية فمن مشاكل العائلات الخاصة الى قضايا الأحياء الشعبية وصولا الى الوعود الانتخابية الزائفة .
أما شخصية الاعلامي نوار فنستشف من خلالها لهث وسائل الاعلام وراء السبق الصحفي بشتى الطرق المشروعة وغير المشروعة .
شخصيات مركبة تراوح أدؤها بين الجد والهزل، عبرت بحرفية عن الصراعات العائلية والاجتماعية والسياسية التي يعيشها مجتمعنا الآن وهنا، أما الجنية فقد تكون المواطن البسيط التائه بين كل هذه الصراعات والنزاعات الباحث عن الأمان والاستقرار .
وبذكاء كبير تمكن مخرج العمل من التعويل على الممثلين في اللعب والتلاعب بالمؤثرات الضوئية مما اضفى جانبا من الجمالية والمصداقية على العمل.
شارك رأيك