على مسرح الرشيد ببغداد عاصمة العراق وبحضور سعادة سفير تونس بالعراق السيد شكري لطيف، عرض نعمان حمدة مساء أمس الأربعاء مسرحيته “غدا… وهناك”، في إطار المسابقة الرسمية لمهرجان الهيئة العربية للمسرح في دورته الرابعة عشرة.
قدم المخرج تجربة مسرحية تقطع مع الأنماط المسرحية المتعارف عليها… ففي مكان محدد وفي الآن و الحاضر ، يسرد الممثلون بالقول والأداء حكايات الغد في بقعة أخرى غير التي هم فيها.
هم مجموعة من الأصدقاء فرقت بينهم الحياة مدة وجمعهم حفل عيد ميلاد… في هذا الحفل يكشفون لبعضهم البعض أن كل أحلامهم حتى البريئة جدا كطفولتهم تبخرت وأن عالمهم مليء بالآثام والكوارث والدمار، فلم يجدوا من خيار إلا الهروب من واقع بغيض إلى عوالم أخرى أشد رحابة وانعتاقا.
استعاض المخرج نعمان حمدة في مسرحيته عن الديكور بفضاء “رحب” وتقنية إضاءة توحي بجموح الشباب إلى تلك العوالم التي يشتهونها فما بين القتامة التي يغرق فيها الممثل حينا أو انعكاس الضوء على الوجوه. يتم السفر بين انكسارات الأحلام في هذا الواقع المرير والرحيل إلى أحلام أخرى في عوالم لا تشبه هذا العالم.
اختار المخرج قطعا موسيقية عالمية ترافق أداء الممثلين في إحالة على كونية الإخفاق الذي يطال البشر كلهم بلا استثناء وإنسانية الأحلام التي تحلق فوق كل الحدود والأماكن.
والممثلون في مسرحية “غدا وهناك” ملكوا مقدرة عالية عبر أدائهم في فضاء “خال” إلا من الضوء في إيصال تلك الأحاسيس التي تعتريهم وهم يسردون خيباتهم أو يكشفون أحلامهم.
هؤلاء الممثلون الذين برعوا لمدة ساعة ونصف في تعرية واقعهم وتصوير محاولات هروبهم منه إلى حياة أفضل هم خريجو المدرسة التطبيقية للحرف المسرحية التابعة لمؤسسة المسرح الوطني.
و”غدا وهناك” كتبت نصها رفقة نعمان حمدة مريم السوفي وأنتجتها مؤسسة المسرح الوطني التونسي.
- المصدر: المسرح الوطني التونسي
شارك رأيك