لاحظ أهالي جزيرة جربة في الآونة الأخيرة تكرّر أعطال أنابيب المياه في أماكن عدة، يتسرّب منها الماء أياما وأياما دون أن تتدخل الشركة التونسية لاستغلال وتوزيع المياه رغم أنهم يُبلغونها بالأعطال أولا بأول سواء بالاتصال المباشر أو عن طريق التواصل الاجتماعي بالصوت والصورة إلا أن الشركة يبدو أنها كما يقال “لا حياة لمن تنادي“ تتقاعس عن أداء واجبها وعملها ربما لعدم وجود موظفين للحالات الطارئة أو لكثرة الأعطالات أو ربما يعود للامبالاة.
بقلم فوزي بن يونس بن حديد
وقد عجّت مواقع التواصل الاجتماعي بالصُّور والمناشدات ولا تستجيب لها الشركة ولا تُلقي لها اهتماما مما يزيد من معاناة الأهالي بالجزيرة وقلقهم على الوضع العام لخطورة الماء المسرّب تحت الأرض وتسبُّبِه في إحداث حفر كبيرة في الطرق الرئيسة والفرعية تكون خطرا كبيرا على المارة من الأطفال والنساء والرجال والسيارات والدواب، وقد سبق أن حدث ذلك في منطقة صدغيان حيث ابتلعت الأرض امرأة وهي تمشي في الشارع ودون سابق إنذار وجدت نفسها في حفرة عميقة تُوفيت على إثرها، ولولا أن قدّر الله لها من رآها وهي تسقط لبقيت هناك إلى يوم الدّين.
فما يحدث في جزيرة جربة من تسرّبات مائية بالجملة أمرٌ يدعو إلى سرعة تتبّعه من الجهات المسؤولة خوفا من وقوع كوارث أخرى تتسبب فيها هذه الأحداث وتفقد الجهة فيها ضحايا نتيجة إهمال الشركة وتقاعسها عن أداء واجبها، والقيام بمسؤولياتها التي تحتم عليها الاستجابة السريعة لمثل هذه الشكاوى التي تأتي من المواطنين في جزيرة جربة كلها من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها، فهناك أماكن كثيرة يجري الماء من تحتها والشركة في سُبات عميق تنتظر الكارثة أن تحدث – لا قدر الله –.
لمن يشكو المواطن؟
فكم من الشكاوى التي وصلت للشركة التونسية لاستغلال وتوزيع المياه، وكم من اتصال من المواطنين الذين يبلغونها بالحوادث ولكن موظفيها لا
يأتون، أو يأتون متأخرين بعد أن يسري الماء في جنبات الطريق ويحدث فيه فجوات كبيرة وعميقة ويتسبب أحيانا في حوادث ما أنزل الله بها من
سُلطان، فمن يتابع ويراقب هذه الشكاوى التي تصل إلى الشركة؟ ولمن يشكو المواطن إذا كانت الشركة نفسها عاجزة عن أداء واجبها؟ وكيف
يمكن إصلاح العطب الذي استشرى وتعدّد في أماكن مختلفة في المعتمديات الثلاث؟
إن الأمر جِدُّ خطير، خاصة المناطق المحاذية للـ”البرومي” بآجيم جربة، والأنابيب المائية تحت الأرض كلها، فقد يحدث عطل كبير ولا تلحظه
الجهة المسؤولة، فيظل أيامًا وأيامًا على هذه الحالة الخطيرة ويجري الماء بسرعة كبيرة ويتسبب في أخطار كبيرة، وبعدها من المسؤول عما
سيحدث؟ذ
نتطلع أن تضطلع الجهة المعنية بالأمر بمسؤولياتها، وأن ترعى شكاوى المواطنين في الجزيرة خوفا من وقوع كوارث كبيرة – لا قدر الله – ولا تكون حينئذ بمأمن من العقاب إن حدثت هذه الحوادث لأنه سبق وأن أبلغها مواطنون أو ساكنون يقطنون بالقرب من الأعطال.
ولماذا لا تكون هناك صيانة دورية لهذه الأنابيب لتفادي أي مشكلة كبيرة أو صغيرة؟ وأين دور هذه الشركة المسؤولة؟ وإن عجزت وحدها فيمكنها أن تتعاون مع البلديات لتأمين حياة المواطنين؟
إهمال واضح وغير مسبوق
إننا من خلال هذا المنبر نرفع الشكوى عاليًا إلى الحكومة حتى تبحث هذا الموضوع بجدية بعد إهمال واضح وغير مسبوق من الشركة التونسية
لاستغلال وتوزيع المياه أيا كانت مبرراتها وتعلّاتها التي لا تُقبل أمام الحفاظ على حياة الإنسان.
وندعو الشركة التونسية للاستغلال وتوزيع المياه إلى المسارعة والانتباه قبل فوات الأوان، وأن تصلح كل ضرر، فجزيرة جربة اليوم تعيش فوق
الماء الذي يجري تحتها بغير حساب، وقد ينفجر يوما كالبركان وحينئذ لا ينفع ندم الشركة ولا الحكومة.
فلنقف جميعا من أجل جزيرة جربة، تلك المنطقة السياحية الجميلة التي تقبع في الجنوب الشرقي من الدولة التونسية ونحافظ على بهائها ونظافتها
ونقائها من خلال منظومة مائية متزنة.
شارك رأيك