وردت علينا مساء اليوم الرسالة التالية التي وجهها فريق سينما الريو الى مديرة معهد غوتة في تونس لإعلامها بعدم امكانية الاستمرار في التعاون معها و مع أي مؤسسة أخرى تجرم التضامن مع الفلسطينيين و تبيح ابادة شعب رغم أنه قد سبق اشعارها…
‘أكتب إليكم لإبلاغكم بأنني تلقيت طلبًا من معهد غوته بتونس بخصوص كراء سينما مسرح الريو لعرض فيلم “أيام ممتازة”للمخرج ويم فيندرز
ولقد أتيحت لي الفرصة في 11 ديسمبر 23 للكتابة إليكم مع تسعة من الفاعلين الثقافيين في تونس، للتعبير عن قلقنا العميق إزاء تورط الحكومة الألمانية في الهجمات الوحشية التي تشنها إسرائيل ضد المدنيين والبنية التحتية المدنية في غزة. والتي تشمل زملاء في مجال الفنون والثقافة وأسرهم وعملهم، ونشاطهم وعيشهم ورزقهم.
كما أعربنا عن فزعنا إزاء القمع المتزايد الذي تمارسه السلطات الألمانية و/أو المؤسسات الثقافية الألمانية ضد الفلسطينيين والأفراد الذين يدعمون علنًا الفلسطينيين وحقوقهم الإنسانية أو ينتقدون إفلات إسرائيل من العقاب وقواتها الأمنية ووحشيتهم.
لقد طرحنا في هذه الرسالة سبعة أسئلة من أجل توضيح الموقف العام لمعهد جوته، وتحديدا فرعه في تونس. لسوء الحظ، فإن ردكم بتاريخ 18 ديسمبر23 لم يقدم التوضيح المتوقع بشأن موقف معهد جوته من الحرب في غزة. وعلى الرغم من أنكم أعربتم عن صدمتكم إزاء العدد المتزايد من الضحايا المدنيين واعترفتم بالوضع الإنساني الكارثي، إلا أنه لم تكن هناك إدانة لإسرائيل، المسؤولة عن هذه الفظائع بدعم من حكومتكم
علاوة على ذلك، فإن إعلانات المبادئ مثل “نحن نرفض جميع أشكال العنف والعنصرية والتمييز بجميع أنواعه” (بما في ذلك، بالطبع العنصرية ضد الفلسطينيين) لعام 2020، تستحق الثناء. وكذلك مبادرة
“GG 5.3 Weltoffenheit”
، ومع ذلك، فإن العديد من الأمثلة الحديثة، مثل إلغاء دعوة الصحفي الفلسطيني محمد الكرد في جوان 2022 من قبل معهد غوته الألماني، تثبت أنه يا للأسف لم يقع تطبيقها ولا متابعة خرقها.
وبالمثل، في نوفمبر 2022، ألغى معهد غوته في تل أبيب مناقشة حول موضوع “فهم معاناة الآخرين، المحرقة والنكبة والذاكرة الثقافية الألمانية” تحت ضغط من وزارة الخارجية الإسرائيلية ومختلف المنظمات المؤيدة لإسرائيل.
إن هذه السياسات المكارتية التي تهدف إلى قمع حرية التعبير، وخاصة مظاهرات التضامن مع الشعب الفلسطيني، تتسبب في غضب دولي متزايد. ومن الأمثلة الصارخة على ذلك الدعوة إلى الإضراب الذي أطلقه العاملون في مجال الثقافة الدولية داخل المؤسسات STRIKE GERMANYالثقافية الألمانية، والذي أطلق عليه اسم
لإدانة القمع ضد الفلسطينيين وكذلك أولئك الذين يعارضون جرائم الحرب الإسرائيلية. ويطالب المؤسسات الثقافية الألمانية بالالتزام بإلغاء قرار مكافحة المقاطعة ومحاربة جميع أشكال العنصرية والتعصب على قدم المساواة.
مسرح ريو يدعم هذه الدعوة بشكل كامل
علاوة على ذلك، فإن القرار الأخير الذي اتخذته الحكومة الألمانية بتعليق التمويل لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا) على الفور هو أكثر من مفزع، فهو صادم ومثير للقلق العميق. ولقد أدان معهد” لمكين” لمنع الإبادة الجماعية القرار، ووصفه بأنه زيادة في المشاركة في الإبادة الجماعية المستمرة للفلسطينيين في غزة، وانتهاك لحكم محكمة العدل الدولية الأخير واضافة الى مسؤوليات الدول المشاركة بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها.
ولذلك، يؤسفني بشدة أن أبلغكم أن مسرح ريو والعاملين فيه لا يمكنهم الاستمرار في التعاون بضمير حي مع معهد غوته في تونس، ولا مع أي مؤسسة ألمانية أخرى تجرم التضامن مع الفلسطينيين”.
شارك رأيك