تمرّ عملية صنع العرائس والدّمى الفنّية عبر جملة من المراحل، منها ما يهمّ جانب الخيال وتصوّر الشخصيات المسرحية في أبعادها النفسيّة والاجتماعية والسوسيولوجية، وهو ما يعرف بمرحلة التصوّر والسينوغرافيا.
ثمّ يتمّ تحديد الخامات والموادّ الأولية التي ستستخدم لتنفيذ العروس الفنّية، وهنا نحن نتحدّث عن الجانب التطبيقي الذي يتواصل مع مرحلة التجزئة والصّنع وفق الحركات التي سيشتغل عليها العرائسي.
وتتواصل هذه المرحلة التطبيقية مع تركيب العروس، ثم تخوض العروس الفنية مرحلة الإكساء والقيافة لتكتمل ملامحها الخارجية وتصبح جاهزة للاستعمال.
وفي هذا الإطار يمكن أن نذكر أنواعا متعدّدة من العرائس الفنية منها عرائس الخيط وعرائس الأسلاك والعرائس المحمولة وعرائس الفم المتحرك والعرائس المسطحة خيال ظل وعرائس ماسكوت و العرائس العملاقة وغيرها.
ويعود تاريخ مسرح الدّمى والعرائس في العالم إلى عصور قديمة، وهو فنّ مسرحي موجّه للأطفال أساسا، وقد عرف فترات ازدهاره في العالم العربي في العصر الوسيط وتحديدا في القرن الرابع عشر حسب عدد من المصادر التّاريخية.
وقد استخدم فنّ الدّمى والعرائس قديما لتجسيد جملة الأفكار والأحاسيس والمشاعر البشرية بطريقة مبسّطة وسهلة، يمكن من خلالها جذب انتباه المتقبّل وتوسيع مدارك تفكيره ومساعدته على التعلّم بأسلوب مختلف يخاطب عقله وخياله في الآن نفسه.
وفي تونس، أسهم قدوم العثمانيين في القرن الخامس عشر في التعريف بفن العرائس أو الدمى المتحركة في بلادنا واقتصر في البداية على القصور العثمانية كنشاط ترفيهي بالأساس.
أما عن مرحلة ما بعد الاستقلال، فتعتبر فرقة مسرح العرائس التي تمّ إنشاؤها سنة 1976 أوّل فرقة مختصّة في هذا المجال وقد اتّخذت من مخزن في نهج زرقون في المدينة العتيقة مقرّا لها، فأنتجت في صيف 1977 أربعة أعمال هي “الأم أو خلق العالم” و”نمرود” و”الأيادي المرفوعة” و”لمياء والسّلام”.
وقد أحدث في عام 1993 المركز الوطني لفنّ العرائس ومقرّه شارع الحرية وأسندت إدارته إلى العرائسي المنصف بن الحاج يحيى.
وبمقتضى الأمر الحكومي عدد 382 لسنة 2018 والمؤرّخ في 23 أفريل 2018 تمّ إحداث مؤسسة عمومية لا تكتسي صبغة إدارية، تتمتّع بالشخصية المعنوية والاستقلال المالي وتخضع لإشراف وزارة الشؤون الثقافية تحت مسمّى المركز الوطني لفنّ العرائس.
- انتاج: مكتب الإعلام والاتّصال بالوزارة
شارك رأيك