تحت عنوان “التّسييس ..
في تحدّ لنظريّة “ما تسيّسهاش أستاذة” !!، نشرت الأستاذة المحامية اسلام حمزة (و قد لاحظنا منذ مدة تقليصا كبيرا في كتاباتها على صفحات التواصل الاجتماعي) اليوم السبت 17 فيفري ما يلي على الفايسبوك:
” .. و في إطار التّعبير عن الرّأي .. بلا مهادنة .. و بكلّ تسييس لما هو أصلا سياسة .. و بعد أسبوع سال فيه الحبر الكثير حول ملفّات القاضي البشير العكرمي .. و كيما يقول المثل الفرنسي trop d’informations tue l’information .. دعونا نسمّي الأشياء بمسمّياتها ..
زبدة القول بكل وضوح و إختصار .. و بمجرّد الإطلاع على أغلب ملفّات القاضي البشير العكرمي .. تكتشف أنّ الشّكايات الّتي يقبع من أجلها في سجن المرناڤيّة منذ سنة كاملة .. حرّرها شخصيّاً أحد أعضاء هيئة الدّفاع في قضيّة إغتيال الشّهيدين في حق حزب الوطد رأساً !!.. و لا جديد أو غرابة في أنّ هذا الحزب في جميع شكاياته إتّهمه بالتّستّر على الإرهاب و التّدليس!!.. علما أنّ جميع أعمال البشير العكرمي راقبها و صادق عليها عدد كبير من قضاة درجات الإستئناف و التّعقيب !!.. و الغريب أنّ الوطد لم يتقدّم بشكاية ضدّ كلّ هؤلاء القضاة و لم يتّهمهم بالتستّر على الإرهاب .. و لا التّدليس .. و لا حتى المشاركة في هذه الجرائم المزعومة !!..
لا يخفاكم .. فبروبڤندا الكذب و التّزييف إنطلقت منذ أكثر من عشر سنوات .. تحصّن خلالها البشير العكرمي خطأً بالصّمت .. مما مكّنهم من نشر الأكاذيب و الخزعبلات المستساغة بكلّ سهولة و دون أدنى ممانعة .. فإنتشرت سرديّتهم المزيّفة .. و رُسّخت في أذهان التونسيين لتصبح مع الزّمن و التّكرار الممنهج حقيقة لا تقبل الدّحض .. و عندما إستفاق البشير العكرمي -متأخّرا للأسف- و إنتبه للعواقب الخطيرة لكلّ من خيار الكرسي الفارغ و واجب التحفّظ .. و قرّر الخروج للرّأي العام .. تمّ منع الصّحافيين من إستضافته!!.. و لمّا كرّر المحاولة زُجّ به في السّجن و لم يسمحوا “له” .. لا لا .. لم يسمحوا “لكم” بسماعه و لو مرّة واحدة .. لماذا؟ .. لأنّهم يعلمون جيّدًا أنّه إذا تكلّم .. سيكتشف الرّأي العام تلفيقهم و مغالطاتهم التي إشتغلوا عليها بإحترافيّة شيطانيّة على مدى سنوات ..
لقد إستثمروا سياسيّا في دم الفقيد الشّهيد الأستاذ شكري بالعيد .. فلا شك لدي في أنّ مكينة الإرهاب إغتالته من أجل إجهاض مسار الثّورة المتعثّر الغضّ .. أمّا الإنتهازيون الذي يدّعون أنّهم أصدقاؤه و رفاقه فإغتالوه مرة أخرى حين طمسوا الحقيقة من أجل تحقيق مآرب سياسويّة مقيتة .. و ضيق مجال هذا النصّ لا يسمح بتعداد جميع الوصوليين و مصّاصي الدّماء الذين إقتاتوا على دماء الشّهيد الزكيّة في سياقات إنتخابية سنة 2014 و في سياقات إنقلابية سنة 2021 .. إلخ .. و يكفي إستحضار أحدثِ مقولة مأثورة سيحفظها التّاريخ الذي لا يرحم: “النّيابة العموميّة تحرّرت”!!.. لنُعايين بإزدراء تواصل الإستثمار السّياسي المفضوح !!.. و فضلا عن كونهم تسبّبوا في التّنكيل بقاض تمسّك بمدأ إستقلاليّة القضاء و حياده .. قاض سوّلت له نفسه عدم الإنصياع لرغبتهم الجامحة في تسييس الملف عبر إلصاق التّهمة بعدوّهم الإيديولوجي التّاريخي .. من أجل محقه بلؤمٍ و جبنٍ بعد أن فشلوا في منافسته و إستبعاده كغريم سياسيّ بنديّة و جأش .. فإنّهم كانوا و لازالوا معولاً لهدم مسار الإنتقال الدّيمقراطيّ العسير في بلادنا ..”،
شارك رأيك